175

Literary Criticism and Its Modern Schools

النقد الأدبي ومدارسه الحديثة

Mai Buga Littafi

دار الثقافة-بيروت

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

النظر في نقده. وأشار إلى أن مقال اليوت " موسيقى الشعر " يلقي أنسب الأضواء على أهدافه الشعرية، وهو حجة جديدة تنقض حجة الذين لا يزالون يوضعون في الخطأ المغالط بقولهم إنه لا انسجام بين نتاجه الخالق " الثوري " ونقده " الاتباعي " (١) .
وعلى الرغم مما تورط فيه الفريقان من هذر، فهناك نقطة هامة في مضمون هذا اجدل وهي الوحدة العضوية في الشخصية الإنسانية. أما النقاد الذين يرون تباينًا في نتاجي اليوت فهم لا محالة يجردون المرء من كل مظاهر المعنى إن لم يكن من الحياة نفسها. وكذلك فإن ماثيسون يخطئ؟ من الناحية الأخرى، حين يتصور أن العلاقة بين الإنتاجين بسيطة جدًا وأن النقد ليس إلا " المرشد الميسور " أو " الترجمة الحرفية " للشعر. وأسلم من هذين الموقفين موقف اليوت نفسه في أن نقد الشاعر قد يكمل شعره من بعض النواحي، وقد كتب يقول في إحدى مقالاته الأولى: " إن الشاعر الناقد ينقد الشعر من أجل أن يخلق شعرًا، وفي هذا يلحظ أوضح العلاقات بين الاثنين. وقد لحظ أيضًا أن الشاعر يتخذ من نفسه الناقدة أداة عاكسة أو مدافعة حين قال: " ربما بم يكن آرنولد أبدًا موضوعيًا حين كتب هذا السطر بل ربما أثير إلى ذلك دفاعًا عن شعره ". وفي سنة ١٩٤٢ توقف اليوت عن الإيماء إلى استقلال نقده، وكتب يقول: " غير أني أعتقد أن الكتابات النقدية للشعراء، وقد كان منها في الماضي أمثلة متميزة، إنما يرجع قسط كبير مما فيها من متعة إلى أن الشاعر يجرب؟ غير واعٍ أحيانًا إن لم نقل عامدًا، أن يدافع عن نوع الشعر الذي يقرضه، أو

(١) كسبت " المقامات الرباعية " - فيما يبدو - أناسًا كثيرين إلى صف ماثيسون، ومنذ أن كتب هذا الرأي اقتبسه كثيرون، منهم الآنسة م. ك. برادبروكس في كتاب " ت. س. اليوت - دراسة لأدبه على أيدي كتاب متعددين " (١٩٤٧) وهي تقول: " إن نقده خير تعليق على شعره في الغالب "، وشفعت ذلك بنقول مؤيدة. ومنهم وليم يورك تندال في مجلة The American Scholar خريف ١٩٤٧ في مقال له ألح فيه على أن نقد اليوت، مهما يكن موضوعه الظاهر، فإنه نقد لإنتاجه.

1 / 179