116

Literary Criticism and Its Modern Schools

النقد الأدبي ومدارسه الحديثة

Mai Buga Littafi

دار الثقافة-بيروت

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

بالأصل الاشتقاقي للكلمات أو الاستعمالات المألوفة، فليس من سبب يمنعه من أن يسمي " بدائيًا " و" منحطًا " ما يسميه كاتب آخر " صغيرًا " أو " ناقصًا " وما يسمه ثالث " كذا " و" كيت ". على أن ونترز يحدث اضطرابًا حين يستعمل كلمة " منحط " بمعنى أميل إلى الاتباعية كأن يقول في سدني وسبنسر " إنهما منحطان " لأنهما يهمان " باصطناع مناهج لا معنى لها نسبيًا ". أو حين يهاجم هنري آدمز بأنه " صورة للبيورتانية المنحطة " وسوينبرن بأنه " صورة لانحطاط الموروث الأدبي ". وأخيرًا كان العدو الألذ لأخلاقية ونترز شيء يسميه " مبدأ اللذة " وهذا ما دعا كلينث بروكس ليسمه بالرواقية؛ وهو يرى هذا المبدأ متمثلًا في أصرح حالاته عند ستيفنز (وأقول استطرادًا إن أساس هذه الدعوى واهٍ ركيك لأنه ينظر إلى قصيدة " صباح الأحد " من خلال محتواها النثري فقط، وكذلك زاد ميله إلى هذا الاتجاه في تقدير الشعر مع أنه يستنكر هذه الطريقة صراحة في موضوع آخر) . وينتهي مبدأ اللذة؟ فيما يقوله؟ إلى " السآمة " مثلما أن انحطاط آدمز انتهى به إلى " الفوضى "؛ ويرى ونترز أن كل أدب لابد من أن يتردى في إحدى هاتين الهوتين إذا لم يكن مؤسسًا على " الأخلاق ".
والنص على الأخلاق هو لب النقد عند ونترز وربما كان مدينًا به إلى الإنسانيين المحدثين وبخاصة ايرفنج بابت (ومنه أيضًا استمد طريقة الأحكام التعسفية المتهورة) . وقد اعترف ونترز بأنه معجب ببابت وأنه " تعلم منه الكثير " كما اعترف بدين محدد لعدد من أفكار بابت وتحليلاته، ويبدو أنه لم يفد كثيرًا من سائر الإنسانيين المحدثين، وصرح بأنه لا يعد نفسه واحدًا من جماعتهم بل إنه في مقال له نشره في مجموعة عنوانها " نقد النزعة الإنسانية " أعدها كلنستون هارتلي غراتان (١)، هاجم النزعة الإنسانية

(١) صدرت هذه المجموعة سنة (١٩٣٠) بعنوان The Critique of Humanism أما غراتان الذي أعدها فهو ناقد أدبي ومؤرخ.

1 / 120