Barawon da Karnuka

Najib Mahfuz d. 1427 AH
12

Barawon da Karnuka

اللص والكلاب

Nau'ikan

فهز رأسه في بطء وهو يفتح عينيه قائلا فيما يشبه الأسى: أنت لم تخرج من السجن!

فابتسم سعيد، كلمات العهد القديم تتردد من جديد، حيث لكل لفظ معنى غير معناه، وقال: يا مولاي، كل سجن يهون إلا سجن الحكومة!

فرنا إليه بعين رائقة ثم تمتم: يقول إن كل سجن يهون إلا سجن الحكومة!

فابتسم سعيد مرة أخرى، كاد ييأس من التلاقي. ثم تساءل في حرارة: هل تذكرتني؟

فغمغم الشيخ دون مبالاة: ولك الساعة التي أنت فيها!

ومع أنه لم يشك في أنه تذكره، إلا أنه تساءل مستزيدا من الثقة: وأبي عم مهران الله يرحمه؟ - الله يرحمنا! - ما أجمل الأيام الماضية! - قل ذلك إن استطعت عن الساعة! - ولكن ... - الله يرحمنا! - قلت: إني خارج اليوم من السجن!

فهز رأسه في طرب مفاجئ قائلا: «وقال وهو على الخازوق باسما: جرت مشيئته بأن نلقاه هكذا!» - أبي كان يفهمك، كم أعرضت عني حتى خلتك تطردني طردا، ورجعت بقدمي إلى جو البخور والقلق، هكذا يفعل موحش القلب الذي لا بيت له. وقال: مولاي، قصدتك في ساعة أنكرتني فيها ابنتي!

فقال الشيخ متأوها: يضع سره في أصغر خلقه!

فقال جادا: قلت لنفسي إذا كان الله قد مد له العمر، فسأجد الباب مفتوحا.

فقال الشيخ بهدوء: وباب السماء كيف وجدته؟ - لكني لا أجد مكانا في الأرض، وابنتي أنكرتني! - ما أشبهها بك! - كيف يا مولاي؟ - أنت طالب بيت لا جواب.

Shafi da ba'a sani ba