87

نور السنة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنة

نور السنة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (١). وعن أسماء بنت أبي بكر ﵄ عن النبي ﷺ قال: «إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليَّ منكم، وسيؤخذ ناسٌ من دوني فأقول: يا ربِّ مني ومن أمتي فيقال: هل شَعَرْت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم»، فكان ابن أبي مليكة يقول: «اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو أن نُفتن في ديننا» (٢). ١٤ - المبتدع مُعْرِضٌ عن ذكر الله؛ لأن الله ﷿ شرع لنا أذكارًا ودعوات في كتابه، وعلى لسان رسوله محمد ﷺ، فمنها ما هو مقيّد: كأذكار أدبار الصلوات، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، ومنها ما هو مُطلق لم يحدَّد بزمان ولا مكان، قال الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (٣)، فالمبتدعة معرضون عن هذه الأذكار: إما بانشغالهم ببدعهم وافتتانهم بها، وإما باستبدال الأذكار المشروعة بأذكار بدعية، استغنوا بها عما شرع الله ورسوله ﷺ، فأعرضوا بها عن ذكر الله تعالى (٤).

(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقائق، باب في حوض ﷺ، ٧/ ٢٦٢، برقم ٦٥٧٥، ومسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا ﷺ، ٤/ ١٧٩٦، برقم ٢٢٩٧. (٢) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقائق، باب في حوض النبي ﷺ، ٧/ ٢٦٦، برقم ٦٥٩٣، ومسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته، ٤/ ١٧٩٤، برقم ٢٢٩٣. (٣) سورة الأحزاب، الآيتان: ٤١ - ٤٢. (٤) انظر: تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من الأخطار، للدكتور صالح بن سعد السحيمي، ص١٨٩

1 / 88