233

Lessons of Sheikh Osama Suleiman

دروس الشيخ أسامة سليمان

Nau'ikan

الكبر على رسل الله ﷿ ثانيًا: الكبر على رسل الله، وما أكثر الذين يتكبرون على الرسل بحجة أن الرسل بشر مثلهم! وبحجة أن الرسل يصيبون ويخطئون! فنقول: إن الرسل أرسلهم الله ليطاعوا بإذنه، فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [النساء:٦٤]، ولا يقرهم الله على اجتهاد إن خالف الأولى، فإذا اجتهد الرسول وخالف الأولى نزل القرآن ليرد الأمر إلى وضعه، وذلك كما حدث في أسرى بدر عندما نزل النبي ﵊ على رأي الصديق وقبل منهم الفدية، فنزل الوحي: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ﴾ [الأنفال:٦٧]، يقول العلماء: إن حال الأنبياء -دائمًا- في أمور الدين يئول إلى الوحي، ولذلك أقول: إن هناك من يتكبر على رسول الله فيرفض الأحاديث، ويرفض أن يمتثل لأمر الرسول، وذلك أن يقصر الثوب، والمسألة ليست أزمة قماش أو أزمة ملابس! بل نحن نمتثل ونعمل بما ثبت عن رسول الله ﷺ، حتى إن الإمام الذهبي اعتبر إسبال الإزار من الكبائر في كتابه الكبائر، واسمع أيضًا إلى هذا الحكم، يقول الحنابلة: إن من صلى في ثوب مسبل فصلاته باطلة، خلافًا للجمهور القائلين بصحة الصلاة مع الإثم. ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: هذا الملبس حرام لوصفه؛ لأن الملبس إما أن يكون حرامًا لوصفه، وإما أن يكون حرامًا لكسبه -يعني: مسروق، أو مغصوب- أو حرامًا لذاته، كالحرير للرجال، أو كلبس البنطال للنساء، وما أدراك ما البنطال في زمن نتبع فيه سنن اليهود والنصارى شبرًا بشبر وذراعًا بذراع؟! ولا ندري ماذا بعد البنطال؟! فأصبحت المرأة سلعة رخيصة، وأصبحت أعراضنا تباع وتشترى حتى إن أرادوا في مباراة كرة قدم للرجال أن يقدموا الهدايا للحكم واللاعبين قدم ذلك بعض النساء! حتى تنفتح نفوسهم للعب، فما علاقة هذا بهذا؟ إنه استخفاف بهذه المرأة، كما أصبحت سلعة رخيصة في إعلاناتهم، إن تاجرًا أصيب بحالة ركود، فيأتيه آخر ويقول له: أنا أعرف لك مفتاحًا لسعة الرزق، وظف امرأة عارية فستجلب لك الشباب! فيطلبون الرزق في معصية الله ﷿.

13 / 5