حفظ الله لكتابه يقتضي حفظه للسنة الشارحة له
أيها الإخوة الكرام الأحباب! إن الله ﷿ حفظ القرآن، فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:٩]، وحفظ القرآن يقتضي حفظ السنة؛ لأن القرآن بغير سنة لا يفهم، فلابد لأصحاب العقول أن يفهموا أن من تمام حفظ القرآن: أن يحفظ الله سنة النبي ﷺ.
هناك كتاب وزع في معرض الكتاب مجانًا يطعن في سنة النبي ﷺ، يقول: إن البخاري كتب صحيحه ومات، ولم نجمع صحيح البخاري كمخطوطة إلا بعد موته بأكثر من خمسمائة سنة، وهذا معناه: عدم مصداقية صحيح الإمام البخاري، فكانت مقدمته الوافية أن السنة دخل فيها الموضوع والمكذوب حتى في صحيح البخاري.
ثم عاد يطعن في أحاديث لا يفهمها فضلًا عن أن يتهم عقله بعدم الفهم، وأخذ يتهم الأمة بالتدليس والكذب.
فهذه هجمة شرسة على سنة النبي ﷺ، وهجمة شرسة على الدعاة بالتدنيس المباشر لسمعتهم، فاحذر أن تقع فريسة لهؤلاء وهؤلاء، فإن الأمور واضحة وضوح الشمس، فكن مع الحق ولو كنت وحدك.
أيها الأحباب الكرام! إن الله ﷿ حفظ السنة؛ لأن السنة تبين مجمل القرآن، وتخصص العام، وتقيد المطلق، ولا يمكن أن نفهم القرآن بغير سنة، لذلك سخر الله سبحانه لهذه السنة من يدافع عنها ومن يحفظها من حفاظ الأمة.
أسأل الله ﷾ بفضله وكرمه وعطفه ورضاه.
اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا، وقلبًا خاشعًا، ونعوذ بك يا رب! من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا يستجاب لها.
نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وارزقنا عند الموت شهادة، وارزقنا بعد الموت جنة ونعيمًا.
اللهم استر عوراتنا، وحجب نساءنا، واهد شبابنا، وعليك يا رب بأعدائنا، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب! صرف قلوبنا إلى طاعتك.
اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، ومن الذل بعد العز، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا، نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم انصر الإسلام في ربوع الأرض ومشارقها، اللهم أيد عبادك المستضعفين بنصرك يا رب العالمين! اللهم أرسل جنودك على أعدائك فإنهم لا يعجزونك.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، خطأنا وعمدنا، هزلنا وجدنا، وكل ذلك عندنا.
آمين آمين آمين.
وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.
12 / 7