138

Lessons of Sheikh Osama Suleiman

دروس الشيخ أسامة سليمان

Nau'ikan

قيام رمضان ثانيًا: قيام رمضان، قال ﷺ: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وانتبه فهناك فريق يدعو إلى النار، وفريق يدعو إلى الجنة، ففي وقت القيام الجوائز بالجملة من المسلسلات والفوازير، فهذا يبحث عن المليون، وذاك يبحث عن كم ألف، لكن العبد الصالح يعرف ما هو الباقي له، فانتبه فإنها مؤامرة على صلاة القيام، لذا يعرض ما يشتاق إليه المشاهد في وقت القيام. أخرج البخاري في صحيحه: (أن النبي ﷺ صلى بالمسلمين صلاة التراويح في أول ليلة في رمضان، وصلى بهم الليلة الثانية، وفي الليلة الثالثة اكتظ المسجد عن آخره -الكل يريد أن يصلي خلف النبي ﵊ فلم يخرج إليهم، وفي صلاة الفجر قال لهم: لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن أخرج إليكم فتكتب عليكم)، أي: أنه تركها ﵊ رحمة من أن تفرض عليهم، ولما جاء عهد عمر بن الخطاب ﵁ جمع الناس على أبي بن كعب وتميم الداري وقال: نعمت البدعة هي، ولذا تجد أصحاب البدع يقولون: هذه بدعة حسنة، ويستدلون بقول عمر، وعمر ما أراد هذا أبدًا، وإنما أراد البدعة بمعناها اللغوي لا الشرعي، فإن عمر لم يأت بفعل جديد، وإنما فعل أمرًا فعله النبي ﷺ، والعلة زالت بعد موت النبي ﵊، وهي: خشية أن تفرض صلاة القيام، فخرج عمر وأمر من يصلي بالناس. ومما نؤكد عليه أيضًا في صلاة القيام: أنه لا ينبغي أن تترك الوتر مع الإمام؛ لما ثبت في السنن: (من صلى مع إمامه حتى ينصرف من صلاته كتب له قيام ليلة)، فلا ينبغي أن تقول: أوتر في بيتي وأترك الإمام، بل صل مع الإمام حتى ينتهي، وإن أردت بعد ذلك أن تصلي في بيتك فلا بأس بشرط ألا توتر مرة ثانية؛ لقول النبي ﵊: (لا وتران في ليلة).

9 / 5