Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

Mohammed Al-Duwish d. Unknown
51

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Nau'ikan

قوارب النجاة بعد ذلك ننتقل إلى نقطة أخرى وهي: قوارب النجاة. ما هي الأمور التي تمسك بها يوسف ﵇ فكانت بعد توفيق الله ﷿ سببًا لحمايته ولنجاحه في هذا الابتلاء: أول أمر: الورع والخوف من الله ﷿: والخوف من الله ﷾ هو العاصم بإذن الله ﷿ من الوقوع في أي معصية وأي فاحشة، يقول الرسول ﷺ: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وذكر منهم قال -: ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله). الإنسان قد تدعوه المغريات قد يأمن عقوبة الدنيا قد تكون هناك أمور كثيرة تدعوه إلى مواقعة المعصية، لكنه عندما يعلم أن الله ﷾ مطلع عليه فحينئذ لا يمكن أن يتجرأ على هذه المعصية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الملك:١٢] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ [ق:٣١ - ٣٣]. فإذا أردت النجاة من معاصي الله ﷾ صغيرها وكبيرها فرب في نفسك الخوف من الله ﷾، واحرص على تحصيل هذه العبادة، واحرص على أن تملأ قبلك من الخوف من الله ﷾ وخشيته، حينئذ هذا أعظم رادع ومانع وحاجز للمرء عن الإقدام على معصية الله ﷾. الأمر الثاني: توفيق الله وإعانته، فإن الله ﷾ قال: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف:٢٤] فإنه لو لم ير برهان ربه لهم بها. ويقول الله ﷿ أيضًا في الآية الأخرى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف:٢٤] وتأمل هذا المعنى، فإن الله لم يقل: لنصرفه عن السوء والفحشاء بل قال: لنصرف عنه السوء والفحشاء، فكأن السوء والفحشاء صرفت عنه، وهذا أبلغ، وهو من تمام توفيق الله ﷿ وحفظه له؛ ولهذا يقول النبي ﷺ لـ ابن عباس: (يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك) فحينما يحفظ الله ﷾ يحفظه الله ﷿، وأتم حفظ الله ﷾ لهذا العبد أن يحفظه في أمور دينه، وأن يعصمه من الوقوع في المعصية والفحشاء. الأمر الثالث أيضًا: الفرار من أسباب المعصية، فيوسف ﵇ خشي الله ﷾ وخافه، ورأى برهان ربه، ومع ذلك ما وقف بل فر، ﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ﴾ [يوسف:٢٥] فرأى أنه مع خوفه من الله ومع خشيته من الله ﷿، ومع امتناعه لم يبق في هذا المقام، بل رأى أنه لا بد أن يفارق مكان المعصية وأسباب المعصية. وهذه قضية مهمة في علاج مثل هذا الداء، وهي أن ترك المرء دواعي المعصية، وأن يفعل كما فعل يوسف ﵇، حيث وصل به الأمر إلى أن يجري وتجري المرأة وراءه كل يريد أن يدرك الباب قبل صاحبه (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) فلا تثق بنفسك وتقف! بل أغلق على نفسك أبواب المعصية، وهذا من تمام اعتماد المرء على الله ﷾ وتمام تخليه عن الحول والطول، وشعوره بأنه لا يمكن أن يستغني عن الله ﷾ كما علمنا النبي ﷺ الدعاء: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين) فإنك إذا وكلك الله إلى نفسك لا يمكن أبدًا أن تنجو. وكلما ازداد المرء توكلًا على الله ﷾ وأخذًا بالأسباب وتفويضًا إليه ﷾ كان ذلك أولى أن يحفظه الله ﷾ ويعينه. الأمر الرابع: الدعاء، دعا الله ﷿ فقال: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف:٣٣]، سأل الله أن يصرف عنه كيدهن، وتبرأ إلى الله من كل حول وطول (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فإذا كان يوسف ﵇ لا يستغني عن توفيق الله وإعانة الله فغيره من باب أولى. فالدعاء هو سلاح المؤمن، وهو الوسيلة التي يتصل بها المرء بالله ﷾، ومن هنا يخاطب الله ﷿ عباده: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:١٨٦] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:٦٠]. والنبي ﷺ يقول في حدي

2 / 7