231

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Nau'ikan

الحياء
ومن خلقه ﷺ الحياء.
ويكفي في ذلك شهادة الله ﵎ له: ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب:٥٣].
ويقول أبو سعيد الخدري ﵁ فيما رواه الشيخان: (كان رسول الله ﷺ أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه).
إنه ﷺ كان يستحي أن يصرّح للناس بما يؤذيه ﷺ من سلوكهم، وهم لم يكونوا يتعمدون إيذاء النبي ﷺ، لكنه ﷺ حين يريد هؤلاء أن ينصرفوا كان يستحي أن يشعرهم بذلك، فيخرج ﷺ ويدخل حتى جاءهم وحي الله ﵎ أنهم إذا دُعوا إلى طعام، فإذا طعموا فلينتشروا ولينصرفوا؛ لأن بقاءهم يؤذي النبي ﷺ، وهو ﷺ يستحي أن يشعرهم بأنه يريد منهم أن ينصرفوا.
ولهذا أعلى النبي ﷺ منزلة الحياء، وأخبر أن الحياء خير كله، وأخبر ﷺ أن الحياء قرين الإيمان، وأنه منزلة من منازل الإيمان، بل أنكر ﷺ على من وعظ أخاه في الحياء، وأخبر أن الحياء لا يأتي إلا بخير.

8 / 17