199

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Nau'ikan

الدعوة لمناصرة شباب الصحوة ومعرفة مكانتهم
والدافع الرابع للحديث حول هذا الموضوع هو: الدعوة لسائر المسلمين أن يدركوا موقع هؤلاء، الشباب الذين أكرمهم الله ﵎ بهذه الهداية والسير على هذا الطريق، وأن يدركوا عظم منزلتهم ومكانتهم، وأن يدركوا قيمة هذا الإنجاز الذي حققوه، فيتعاطف معهم في وقت هم أحوج ما يكونون فيه إلى التعاطف مع قضيتهم.
إن هؤلاء الشباب الأخيار مع ما من الله ﷿ عليهم من الهداية والاستقامة على طاعة الله يواجهون أخطارًا تهددهم، إنهم يواجهون الخطر الأكبر الذي يؤرق ليلهم وهو أن يُختلجوا من هذا الطريق، وأن يسلكوا بنيات الطريق فينحرفوا، وهاهم يرون أنهم يعيشون في واقع يعج بالفتن والمغريات، واقع يدعوهم صباح مساء إلى أن يعرضوا عما هم عليه، واقع يدعوهم إلى أن يسيروا مع طريق الضلالة والغواية، ولا عجب فها نحن نرى فئامًا من الشباب ممن كتب له الاستقامة والصلاح في أول عمره ربما تنكب الطريق وزاغ وضل.
إنها قضية تؤرقهم، قضية تستدعي أن يتعاطف الجميع معهم، في هذه القضية التي يرونها قضية القضايا عندهم أن يتعاطف الآباء أن يتعاطف المصلحون أن يتعاطف الغيورون في مجتمعات المسلمين، وأن يدركوا أن هذا الجيل المبارك يستحق أن نحميه، ويستحق أن نثبته، ويستحق أن نعينه.
ولا شك أن من أعظم ما نعينه عليه ويكون بإذن الله طريقًا إلى تثبيته أن نسعى إلى إغلاق أبواب الفساد، وأن نسعى إلى سد طرق الفتنة.
إنه يواجه كيدًا وتآمرًا من أعداء الإسلام، والذين شعروا أن قضية الإسلام هي القضية التي تهددهم، وأن هذه الصحوة المباركة هي التي سوف تقضي على مكتسباتهم، سنة الله في التاريخ الصراع بين الحق والباطل، والصراع بين أهل الغواية والهداية، وما لبث أولئك وقد شعروا أن هؤلاء قد قطفوا الثمار دونهم، قد شعروا أن هؤلاء عادوا ليهدموا ما بناه أولئك من إفساد في صرح هذه الأمة، وهم يسرهم أن تعلن الأمة ردتها عن دين الله، وأن تتخلى عن دين الله.
لاشك أن هؤلاء الأعداء يغيظهم أن يروا هذا الواقع وأن يروا هؤلاء الشباب، ومن ثم فإنهم لا بد أن يتآمروا على فتنتهم وصدهم عن دين الله بكل الوسائل.
إن هؤلاء الشباب يعيشون -أيها الإخوة- في هذا العصر مأزقًا بحاجة إلى أن يتعاطف معهم الجميع، إن فتن الشبهات والشهوات قد بدأت تحاصر المسلمين الآن، ولا شك أن للشباب من ذلك نصيبًا وافرًا، بل لهم نصيب الأسد من ذلك.
ومن ثم فنحن نتحدث عن قضية هؤلاء، ونتحدث عن ما أنجزه وحققه هذا النشء المبارك، وهذا الجيل الطيب الذي نسأل الله ﷿ أن يثبته، وأن يعصمه من مضلات الفتن، وأن يكتب له الامتداد وأن يكتب له ﵎ الخير والتمكين.
لا شك أن هذا الجيل يواجه سيلًا جارفًا وبحاجة إلى يتعاطف المسلمون جميعًا مع قضيتهم، وحين يدركوا انجازهم فإن هذا يدعوهم إلى يتعاطفوا مع قضيتهم، لهذا وغيره رأيت أن أتحدث عن بعض هذه الجوانب والتي ربما أهملت، وهي لا تعدو أن تكون استثارة لصور نراها من واقع هذا النشء؛ لكنها دعوة للتذكير بهذه الصور التي قد ننساها.
وأنت قد تتهمني بأنها أخذتني العاطفة وأني أنطلق من منطلق عاطفة، وأنا لا أبرئ نفسي ومعاذ الله أن أسعى إلى أن أتخلى عن هذه العاطفة؛ كيف لا وأنا أدين الله ﵎ وأعبده بحب هذا الجيل المبارك وهذا النشء المبارك، لقد أخبر ﷺ فيما رواه طائفة من أصحابه، في الصحيحين وغيرها (أن المرء يوم القيامة يحشر مع من أحب).
فإنني أملك عاطفة تجاه هذا الجيل لأنه أطاع الله ﵎، بل أنني أتعبد الله ﷿ بحب هذا الجيل وبالولاء له والتعاطف معه، وأشعر أن قضية الإيمان وأن قضية حب الله ﵎ تستلزم منا أن نحب من يحب الله ويحبه الله ﵎.
أليس النبي ﷺ قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله).
أليس ﷺ أخبر: (أن ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه).
إنني حين أسعى إلي دفع تهمة العاطفة حول حديثي هذا فإنني أسعى إلى أن أتخلى عن واجب شرعي وحق شرعي في أن أحب من يطيع الله ﵎ ويحبه الله، بل إننا جميعًا نتعبد الله بحب الصالحين، ونشعر أن مما يكرم الله ﷿ به من أحب الصالحين أن يبلغه منازلهم ولو لم يلحق بهم.
لقد سئل ﷺ عن المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال ﷺ: (المرء مع من أحب).
ولهذا قال الشافعي ﵀: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعه وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعه فإن كان الشافعي ﵀ يقول هذه المقولة تواضعًا منه وإلا فهو -نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدًا- من الصالحين المصلحين، فنحن نقول هذا حقًا وصدقًا، فنحن نتعبد الله ﷿ بمحبة الصال

7 / 7