196

Lessons of Sheikh Abdul Karim Al-Khudair

دروس الشيخ عبد الكريم الخضير

Nau'ikan

الذبح إذا كان المقصود به التقرب لوجه الله -جل وعلا- سواء كان في نسك، في هدي، في أضحية، في عقيقة، في وليمة عرس امتثالًا لقوله ﵊: «أولم ولو بشاة» هذا كله يثاب عليه، إكرامًا لضيفه «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» إذا امتثل مثل هذا يثاب عليه، لا شك أن إكرام الضيف جاء الأمر به والحث عليه، إذا ذبح لله -جل وعلا- ونسك نسيكة يوزعها على الفقراء والمحتاجين لا شك أنه يثاب عليها، فالنحر أعم من أن يكون أضحية أو هدي أو عقيقة، وإن كان هذه ما ورد فيها النصوص صراحةً، لكن يلحق بها ما يتقرب به إلى الله -جل وعلا- خالصًا لوجهه، ممتثلًا فيه ما جاء عنه وعن نبيه ﵊ فالذي يذبح لضيفه امتثالًا لقوله ﵊: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» لا شك أن هذا مثاب عليها داخل في الأمر بالنحر، أيضًا قوله ﵊ لعبد الرحمن بن عوف: «أولم ولو بشاة» من أولم بشاة فذبح شاةً وقدمها لضيوفه في عرسه فإنه يثاب امتثالًا لهذا الأمر. فضيلة الشيخ: هناك سائلة تقول: بالضبط يا شيخ، ما هي الأعمال الصالحة التي تجعلنا نرد على حوض النبي ﷺ؟ الأعمال الصالحة هي جميع ما جاء عنه ﵊ وأمر به، سواء كان من فعله فيقتدى به، أو كان من قوله فيتمثل أمره، وأيضًا ينظر إلى ما نهى عنه وحذّر منه فيجتنب، وهنا تتحقق التقوى التي هي خير الزاد الموصل إلى دار القرار ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [(١٩٧) سورة البقرة] والتقوى امتثال المأمورات واجتناب المحظورات، هذه حقيقة التقوى، فمن امتثل ما أمر به واجتنب ما نهي عنه فهو المتقي، ومن أجل التقوى شرعت العبادات، الله -جل وعلا- يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [(١٨٣) سورة البقرة] فالثمرة العظمى من الصيام ليست تعذيب النفس بالجوع والعطش، وإنما تحصيل التقوى.

7 / 34