Lessons in Doctrine - Al-Rajhi
دروس في العقيدة - الراجحي
Nau'ikan
الفرق بين كمال التوحيد الواجب وكمال التوحيد المستحب
السؤال
ما الفرق بين كمال التوحيد الواجب وكمال التوحيد المستحب، مع ذكر مثال يوضح ذلك؟
الجواب
كمال التوحيد الواجب تنافيه المعصية، فمثلًا: إذا عصى الإنسان ربه نقص توحيده، وذلك مثل قول النبي ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)، فكونه لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ينقص كمال التوحيد الواجب أو كمال الإيمان الواجب، وكذلك قوله ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، فإذا قدم شيئًا من محبة الولد أو الوالد فإنه ينقص كمال التوحيد الواجب، ومثل قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [التوبة:٢٤]، فإذا قدم شيئًا من محبة الآباء أو الأبناء أو الإخوان أو الأزواج أو العشيرة على الله ورسوله فإنه متوعد بهذا الوعيد، ويكون فاسقًا، لقوله تعالى: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة:٢٤]، أما إذا ترك شيئًا من المستحبات غير الواجبة، فهذا هو الذي ينقص كمال الإيمان المستحب.
إذًا: هناك فرق، فمن ترك شيئًا واجبًا فقد نقص كمال التوحيد والإيمان الواجب، وإذا ترك المستحب فهذا نقص في الكمال المستحب.
فالزاني أو السارق فعله لهذه المعصية ينقص إيمانه الواجب، لا إيمانه المستحب، وكذلك إذا قصر في بعض الواجبات، كما إذا قصر في بره بوالديه أو صلته لرحمه، فيكون ناقص الإيمان وناقص التوحيد.
أما إذا ترك شيئًا من المستحبات -كأن يترك بعض النوافل، مثل صلاة الليل- فقد ترك شيئًا مستحبًا.
8 / 25