185

Lessons by Sheikh Safar al-Hawali

دروس للشيخ سفر الحوالي

Nau'ikan

محبة آل بيت رسول الله ﷺ
السؤال
من معاني محبته ﷺ محبة أهل بيته حتى ولو كانوا على غير هداه ﷺ، كيف تردون على هذا؟
الجواب
محبة أهل بيت النبي ﷺ، هي تبع لمحبته ﷺ، وهي مما يقره أهل السنة والجماعة ويؤمنون به، وإمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل ﵀ لما ضربه المعتصم وعذبه وآذاه في ذات الله ﷿، حتى أنه ضُرب فانفتقت خاصرته وخرجت منها أمعاؤه، وكاد أن يقضى عليه، فجاءه بعض أصحابه وأصفيائه، وقالوا له: يا إمام! لم لا تدع الله على هذا الظالم؟ وكان الإمام أحمد معروفًا عنه في أصحابه وفي من عاشره أنه كان مجاب الدعوة لصلاحه ولفضله ولاقتدائه بالنبي ﷺ، فكانوا يرون أنه لو دعاء على هذا الظالم لاستجاب الله تعالى دعوته، هكذا ظنهم في الإمام أحمد، لما يرون فيه من شدة التمسك بالسنة، فقالوا: ادع الله على هذا الظالم -أي المعتصم - فقال الإمام أحمد: 'لا أفعل ذلك، فإنني قد استغفرت له، ودعوت الله أن يغفر له لقرابته من رسول الله ﷺ' فانظروا إلى محبة أهل السنة لآل بيت النبي ﷺ حتى وهو يفعل ذلك؛ فلقرابته من النبي ﷺ جعلته يقول أنا أغفر للمعتصم ذلك، ولا أطالبه بشيءٍ ولا أدعو عليه؛ بل لا أطالبه أمام الله ﷿ لقرابته من رسول الله ﷺ، فأكثر الناس حبًا -المحبة الحقيقية الشرعية- لآل البيت هم أهل السنة والجماعة.
وأما غيرهم فإنه: إما عظمهم وألههم، وإما كفرهم وفسقهم -والعياذ بالله- لكن من خرج من آل البيت عما شرعه النبي ﷺ، وجاء به النبي ﷺ، فإنه لا ينفعه ذلك فهذا عمه أبو طالب الذي حمى الدعوة ونصرها وأيدها، لمّا لم يذعن لأمر النبي ﷺ بالشهادة، لم يكن من المؤمنين، فكل من خرج عن دين النبي ﷺ لا ينفعه ذلك، ولذلك قال النبي ﷺ: يا فاطمة بنت محمد يا كذا يا كذا لا أغني عنك من الله شيئًا، فكل من خرج عن ما جاء به النبي ﷺ مهما كانت قرابته فإن ذلك النسب لا ينفعه أبدًا، ولا ينفعه إلا أن يكون على ما جاء به النبي ﷺ، وأولى الناس بأن يقتدوا به ﷺ، وأن يدافعوا عن سنته وأن يمنعوا الابتداع في الدين هم آل بيته ﷺ.
فنحن نعرف لهم حقهم وقدرهم، كما أوصانا بذلك نبينا ﷺ، ونطيع وصيته فيهم، ولكن أيضًا نوصيهم وندعوهم ونأمرهم بما أمرنا رسول الله ﷺ به من تقوى الله والتمسك بالسنة وعدم الخروج عليها، فهذا أيضًا من حق آل بيت رسول الله ﷺ علينا، فإذا جيء بمن ألحد أو أشرك منهم فلا كرامة له حينئذٍ لأننا عرضناه على ميزان رسول الله ﷺ فوجدناه بريئًا منه تمام البراءة فإذًا نحن كذلك نتبرأ منه.

6 / 31