128

Lessons by Sheikh Saeed bin Misfir

دروس للشيخ سعيد بن مسفر

Nau'ikan

جهاد العشيرة والمجتمع جهاد الدعوة للعشيرة وللقبيلة أو للمنطقة التي تعيش فيها، وهذه أسلوبها قد بينه الله ﷿ بقوله: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾ [النحل:١٢٥] والحكمة: هي وضع الشيء في موضعه ﴿وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل:١٢٥] لأن عليك أن تبشر بدين الله، والمبشر بدين الله يحبب الناس لدين الله ولا يكرهم فيه، يحببه إليهم بالعبارة بالبسمة بالأسلوب بالكلمة، والله ﷿ يقول لموسى وهارون: ﴿فَقُولا لَهُ﴾ [طه:٤٤] أي: لفرعون، والله يعلم أن فرعون كافر، وأنه لم يهتد، لكنه يسن للناس سنة الدعوة فيقول: ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه:٤٤]. والله يقول عن محمد ﷺ: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران:١٥٩] فلا بد من الأسلوب الطيب والدعوة والصبر والحكمة، والدعاء لهم ادعهم في النهار، وادع الله لهم في الليل، حتى يستجيب الله ﷿ الدعوة. أما من الناس من يدعو، فإذا رفض الناس، قال: هؤلاء ليس فيهم خير، ولم يعد، وانفصل عنهم، لا يا أخي! ليس عليك هدايتهم، فالهداية بيد الله. أنت عليك البلاغ، والهداية على الله، أنت تريد أن يكون الله على كيفك بمجرد أن تدعو يستجيب الناس لك، لا. يجب أن تكون أنت على مراد الله ﵎، عليك أن توصل ما عليك والله هو الذي يعلم النتائج، إن رأى أن هذا أهلًا للهداية هداه، وإن علم أنه ليس أهلًا للهداية لم يهده، والله يقول للنبي ﷺ: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص:٥٦] فالهداية بيد الله ﷿.

5 / 11