150

Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh

دروس للشيخ إبراهيم الدويش

Nau'ikan

الأدعية النبوية عند النوازل والفتن والخوف ومن الأدعية عند النوازل والفتن والخوف، ما أخرجه أبو داود والنسائي عن أبي موسى أن النبي ﷺ كان إذا خاف قومًا قال: (اللهم إنّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم) وكان يقول ﷺ عند لقاء العدو: (اللهم أنت عضدي وأنت ناصري، بك أصول وبك أجول، وبك أقاتل) كما عند أبي داود والترمذي وأحمد. وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس قال: [حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم ﷺ حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قال له الناس: إن الناس قد جمعوا لكم] فإذا كان المحيي والمميت والرزاق هو الله، فلماذا التعلق بغير الله؟ ولماذا الخوف من الناس؟ والرسول ﷺ يقول: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك) . أيها المسلم! لا يمكن للقلب أبدًا أن يسكن أو يرتاح أو يطمئن لغير الله، فاحفظ الله يحفظك، وردد: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف:٦٤] . رأى موسى البحر أمامه والعدو خلفه فقال: ﴿كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء:٦٢] إنها العناية الربانية، إذا ركن إليها العبد صادقًا مخلصًا. نبينا محمد ﷺ في الغار، ويرى أقدام أعدائه على الباب -أي: باب الغار- ويلتفت إلى صاحبه ويقول: (لا تحزن إن الله معنا) . والأعجب من ذلك وهو مطارد مشرد، يبشر سراقة بأنه سوف يلبس سواري كسرى، هكذا الإيمان والاعتصام بالله. (كان صلى الله عليه آله وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) أي: إذا نزل به أمر أو أصابه غم فزع إلى الصلاة يلجأ إلى الله يشكو إلى الله، ويناجي مولاه، إنها الثقة بالله، الثقة بالله عند الشدائد، فهو يأوي إلى ركن شديد. فيا من وقعت في شدة! ارفع يديك إلى السماء، وألح على الله بالدعاء والله يعصمك من الناس.

7 / 14