238

Lessons by Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais

دروس للشيخ عبد الرحمن السديس

Nau'ikan

ثلاث قضايا اشتملت عليها الآية
ونحن في هذه الجلسة المباركة نتأمل في آية من آيات كتاب الله، وقد أحسن الإخوة الكرام حين اختاروا هذا العنوان الطيب المبارك، واختاروا الحديث ليكون منبثقًا من عبق كتاب الله، ومن نمير كتاب الله ﷿، نرتوي من نميره، ونُشفى من عللنا وأدوائنا وأمراضنا وقسوة قلوبنا من كتاب ربنا ﵎، ولا غرو فقد قال الله ﷿: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ﴾ [فصلت:٤٤] وقال ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس:٥٧ - ٥٨] والله إن هذا اللقاء الطيب المبارك -الذي نسأل الله أن يكتبه في موازين الجميع- لهو خيرٌ من الدنيا وما عليها؛ لأن صلة الإنسان بالله وارتباطه بالله، وجلوسه في مجلس تحفه الملائكة، وتغشاه الرحمة، ويذكر الله الحاضرين في الملأ الأعلى فيمن عنده، لهو خيرٌ من الدنيا وما فيها، فنسأل الله الإخلاص في الحضور، وفي الاستماع، والانتفاع إنه جوادٌ كريم.
يقول الله ﷿ في الآية الأخيرة من سورة الحجر: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:٩٩] هذه آية عظيمة من كتاب الله ﷿، لها دلالاتها العظيمة، ولها أهميتها الكبيرة، لأنها تشتمل في نظري وتدور على ثلاث قضايا رئيسية:
القضية الأولى: قضية العبودية.
القضية الثانية: قضية الوحدانية والربوبية.
القضية الثالثة: القضية المصيرية التي كلنا قادمون عليها ألا وهي الموت.
فهذه الثلاث القضايا الجوهرية يدور عليها رحى هذه الحياة، وتدور عليها متطلبات الناس في هذه الحياة، وما ينبغي عليهم في هذه الدنيا، العبادة: (وَاعْبُدْ)، الربوبية: (رَبَّكَ) الغاية التي تنتهي من أجلها وأساسها هذه الرسالة، وهي تحقيق العبودية لله، وهي قضية الموت (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).

35 / 4