Lectures on Christianity
محاضرات في النصرانية
Mai Buga Littafi
دار الفكر العربي
Lambar Fassara
الثالثة ١٣٨١ هـ
Shekarar Bugawa
١٩٦٦ م
Inda aka buga
القاهرة
Nau'ikan
الثانية: إحياؤه ﵇ الموتى بإذن الله جلت قدرته، والمحيي في الحقيقة هو الله العلي القدير، ولكن أجرى الأحياء على يد المسيح ﵇، ليكون ذلك برهان نبوته، ودليل رسالته.
الثالثة: إبراؤه ﵇ الأكمه والأبرص، وهما مرضان تعذر على العالم قديمه وحديثه العثور على دواء لهما، والتمكن من أسباب الشفاء منهما، ولكن عيسى بقدرة الله شفاهما، وبرئ المريضان برقيته، فكان ذلك دليلًا قائمًا على رسالته ﵇.
الرابعة: إنزال المائدة من السماء بطلب الحواريين، لتطمئن قلوبهم، وليعلموا أن قد صدقهم.
وهناك خمسة ذكرت في سورة آل عمران، وهي أنباؤه ﵇ بأمور غائبة عن حسه، ولم يعاينها، فقد كان ينبئ صحابته وتلاميذه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم. وقد ذكر الله تعالى في قوله في قوله تعالى حاكيًا عنه ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ .
الحكمة من كون معجزاته ﵇ من ذلك النوع:
١١- هذه معجزات عيسى ﵇، وهنا يتساءل القارئ: لماذا كانت معجزاته ﵇ من ذلك النوع؟ يجيب عن ذلك ابن كثير في كتابه البداية والنهاية بقوله: "كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب أهل ذلك الزمان فذكروا أن موسى ﵇ كانت معجزاته مما يناسب أهل زمانه، وكانوا سحرة أذكياء، فبعث بآيات بهرت الأبصار، وخضعت لها الرقاب، ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي إليه. وعاينوا ما عاينوا من الأمر الباهر الهائل الذي لا يمكن صدوره إلا ممن أيده الله، وأجرى الخارق على يديه تصديقًا له أسلموا سراعا، ولم يتلعثموا: وهكذا عيسى ابن مريم بعث في زمن طبائعية الحكماء، فأرسل بمعجزات لا يستطيعونها ولا يهتدون إليها، وإني لحكيم إبراء الأكمه الذي هو أسوا حالًا من الأعمى والأبرص والمجذوم ومن به مرض مزمن، وكيف يتوصل أحد من الخلق إلى أن قيم الميت من قبره، وغير هذا مما يعلم كل أحد إنه معجزة دالة على صدق من قامت به، وعلى قدرة من أرسله،
1 / 20