فاشربْ من مائه حتى تقوى، فسكن بهما من فؤادك غليله وحره، ولا تشره إذا تشرب فتتبع الشربة بالجرة، وها خصري وجيدي فاعتنقهما
ولا أبا لكَ، وها خدي وفمي فالثمهما ما بدا لك، وها مرشفي وريقي فارشف منهما قرقفكَ وزلالك.
ثم دنا مني بلطافة تقصر عنها صفتي، وأهوى بمرشفه وقال: الثم شفتي:
أهوى بمرشفه إليَّ وقال ها ... ويلاه من رشا أطاع وقالَها
فرشفتُ من رشفاتِهِ معسُولَها ... وضَمَمْتُ من أعطافِهِ عُسَّالَها
وظفرتُ في اليقظاتِ منهُ بخَلْوَةٍ ... ما كُنْتُ آمل في المنام خيالَها
وقال: دونك مني وما تريد، فإنني منك غير بعيد، فارشف رضابي، والثم وجناتي، واغتنم رضاي، وادخل جناتي، فها خصري وردفي بين يديك، وها لساني وشفتي بين شفتيك، فاضمم منها ما بدا لك، وارشف منها قرقفك وزلالك.
فعجبت من لطافته وكرم أخلاقه، وسلب عقلي عند تقبيله واعتناقه، أنعشني بحمرة خده الرائق الوردي، وأسكرني بخمرة ريقه العاطر الندي:
وفي شَفَتِي من مُلتَقَى رشفاتِهِ ... بقايا رضابٍ طِيْبُهُ يتشوَّفُ
فأثْبتَ عِنْدِي أنَّ فاهُ وثَغْرَهُ ... وريقته كأسٌ ودرٌّ وقرقفُ
فضممته إلى صدري ضمة وأي ضمة، وبادرته بلثمة بعد لثمة، فسلم إلي في اللثم وفي الرشف قيادي، وأبلغني من الضم والقبل مرادي، وقال: أبحتك نفسي هذه الجلسة، وسلمتك أمري هذه الخلسة، فبس ما استطعت أن تبوس، وأزل بالعناق ما بك من عناء وبوس.
1 / 27