161

قال: لا يبقى معه شك في إمامة علي (ع)، وكونه حجة يجب اتباعه، ويحرم خلافه؛ فإنه باب العلم، وباب الحكمة، وباب حطة، والمبين للأمة، والهادي، وعيبة علم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعلم الأمة، وأفقهها، وإمام أولياء الله، ونور من أطاعه، وخير الأمة، والصديق الأكبر، والفاروق، عديل نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولي كل مؤمن، ومولى كل مؤمن، سيد العرب، وسيد المسلمين، وإمام المتقين، والكلمة التي ألزمها الله المتقين، الطاهر المطهر، أحب الخلق إلى الله، وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، يحبه الله ورسوله؛ من محمد صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة رأسه من بدنه، من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحمد منه صلى الله عليه وآله وسلم ، وجبريل منهما؛ أفضل السابقين والصديقين، وارث أخيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وخليفته من بعده، ووصيه، ووزيره، وخليله، والأحق به، المنتجى لله، والمختار بعد أخيه، سيد في الدنيا والآخرة، سيد ولد آدم ماخلا الأنبياء، ذو اللواء في الدنيا والآخرة، أول الناس ورودا على الحوض، والساقي من أحبه، قسيم النار والجنة، المتولي لمفاتيح خزائن رحمة الله؛ الأبصر بالقضية، والأعدل في الرعية، والأقسم بالسوية، والأعظم في المزية ؛ خير الخلق والخليقة، وأقربهم إلى الله وسيلة؛ منصور من نصره، مخذول من خذله؛ هو مع الحق والقرآن، وهما معه؛ من فارقه فارق الله، ومن لم ينصره فليس من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ علم الهدى، وحتف الأعداء، سيف الله الذي لاينبو؛ حبه إيمان، وبغضه نفاق؛ من تمسك به لن يضل، ذو الجواز، خير البرية؛ وهو الطريق الواضح، والصراط المستقيم؛ وهو باب الله الذي لايؤتى إلا منه، باب الجنة، والمقتول على السنة؛ أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، /154 وقائد الغر المحجلين، إلى جنات النعيم، وصالح المؤمنين؛ حجة الله على الأمة، خاتم الأوصياء؛ لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون؛ قرين محمد صلى الله عليه وآله وسلم في درجته، في السنام الأعلى، أبو ولده، واسطة بينه وبين خليل الرحمن.

فمن ذا يشك في أمره إلا مصاب بدعوة أخيه؟! وحقه على كل مسلم كحق الوالد على بنيه، المردود عليه الغزالة صلى الله على محمد وآله وسلم.

انتهى المراد.

فإذا أحطت علما بما قضت به هذه البراهين الناطقة، وفهمت ما صرحت به تلك الحجج من كتاب رب العالمين، وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم المتطابقة، لاالدواعي الماحلة، والأماني الماحقة؛ علمت علما لاريب فيه، أن جماعة إمام الأبرار، وقسيم الجنة والنار، وأتباع سائر العترة الأطهار، الذين تركهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خلفاء مقامه، وقرناء كتاب ربه، وأمر أمته بالتمسك بهم في جميع الأعصار هي الجماعة الصادقة؛ وأن سنتهم هي السنة الجامعة لا المفارقة، وأن فرقتهم هي الفرقة الناجية، والعصابة الهادية، وكلمتهم هي الكلمة الباقية ؛ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون؛ وأن من اتبع غير سبيلهم، أو لم يتمسك بحبلهم، وزاغ عن سفينتهم، ولم يدخل في قبيلهم، أو ركن إلى أعدائهم، ولم يعتصم بهداهم؛ فهو النابذ للكتاب ظهريا، والمرتكب من الضلال والمحال شيئا فريا، وهو الخارج عن الطاعة، والمفارق للجماعة، والرافض للكتاب وللسنة والعترة، والمتبع للضلالة والفرقة والبدعة، فسوف يلقون غيا؛ وهو السالك سبيل المخافة، والخالف لنبيه في أهل بيته شر الخلافة /155 وخير أمور الناس ماكان سنة .... وشر الأمور المحدثات البدائع

Shafi 155