Lawamic Anwar
لوامع الأنوار
Nau'ikan
قلت: وقد ساق الإمام /97 المنصور بالله (ع)، في الشافي طرقه من كتب العامة، بما فيه كفاية؛ وفي إحدى الطرق المسندة مانصه: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم.
إلى قوله: قولك فيها أحب إلي من قول علي.
فقال: بئس ماقلت ولؤم ماجئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغر العلم غرا، ولقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي))؛ ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه؛ ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شيء قال: هاهنا علي.
قم لاأقام الله رجليك.
ومحى اسمه من الديوان.
ومناقب شهد العدو بفضلها .... والحق ماشهدت به الأعداء
إلى قول الإمام (ع): وما ظهر منه من تعظيم علي (ع)، فبلطف من الله؛ لتكون الحجة عليه وعلى أتباعه؛ فما عذره عند الله في سب رجل هذه حاله. انتهى.
هذا، وقد تكرر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
البيان، بكون أمير المؤمنين (ع) منه بمنزلة هارون من موسى بن عمران (ع)، بالأفعال والأقوال، في مقامات جامعة كثيرة، ومقالات واسعة غزيرة.
[فائدة في دلالة الاستثناء على العموم]
وهذا الكلام الشريف النبوي، قد أوجب لسيد الوصيين، من سيد النبيين، كل منزلة كانت لهارون من موسى صلوات الله عليهم وسلامه إلا مااستثناه وهو النبوة؛ والاستثناء دليل العموم؛ إذ هو الإخراج من الحكم، والإرادة لما هو داخل بمقتضى الدلالة، فهو قرينة عدم الإرادة، ولايرد عليه الاستثناء المنقطع؛ إذ هو خلاف الأصل بالاتفاق، ولا الاستثناء من المحصور بالعدد، ولام العهد؛ إذ موجب الدخول قد حصل في المحصور بالحصر فلا عموم.
Shafi 98