أتباع الأنبياء، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق ما (١) لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحى من يطلب المقابلة.
ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة ولاسيما العلم باللَّه، وأحكام أسمائه وآياته من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم.
أم كيف يكون أفراخ المتفلسقة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس وعبدة الأوثان، وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشباههم أعلم من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟ وإنما استولى الضلال والتهوك على مثل هؤلاء لنبذهم الكتاب المبين وراء ظهورهم وإعراضهم عن سنة خاتم النبيين والمرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وتركهم البحث عن طريق السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة اللَّه ممن لم يعرف اللَّه باقراره على نفسه وشهادة الأمة على ذلك (٢).
وما أملح ما أنشده بعض الفضلاء (٣) في الكدح فيما لا يجدي:
تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا ... وسافرت واستبقتهم (٤) في المفاوز
وخضت بحارًا ليس يدرك قعرها ... وسيرت نفسي في قسيم (٥) المفاوز
ولججت في الأفكار ثم تراجع ... اختياري إلى استحسان دين العجائز