99

باب ذم اللسان

كان يقال: مقتل الرجل بين فكيه. وقال بعض البلغاء: اللسان أجرح جوارح الإنسان. وقال آخر: اللسان سبع صغير الجرم كبير الجرم. وكان ابن مسعود، رضي الله عنه يقول: والذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحق بطول السجن من اللسان . قال بعض العرب لرجل وهو يعظه في حفظ اللسان: إياك أن يضرب لسانك عنقك. وقد قيل:

إحذر لسانك أيها الإنسان

لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه

كانت تهاب لقاءه الفرسان

وقال أبو محمد بن اليزيدي:

حتف الفتى لسانه

في جده ولعبه

بين اللهات مسكنه

ركب في مركبه

وقال آخر:

جراحات السنان لها التئام

لا يلتام ما جرح اللسان

وقال ابن المعتز:

أيا رب ألسنة كالسيوف

تقطع أعناق أصحابها

وكم قد دهى المرء من نفسه

فلا تؤكلن بأنيابها

ومن أبلغ ما قيل في عي اللسان قول بعضهم:

Shafi 104