135

من شره. وقال معاوية رضي الله عنه: «كل إنسان أقدر أن أرضيه إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلا زوالها. وقال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد، غم دائم ونفس متتابع. وقال الشاعر:

إن الحسود الظلوم في كرب

يخاله من يراه مظلوما

من نفس دائم على نفس

يظهر منه ما كان مكتوما

قال الشيخ الإمام: أنشدني أبو منصور البوشنجي لنفسه في هذا المعنى:

قالوا يقود سعيد

جيشا لهم يسود

وكيف ذاك وأني

وهو الحقود الحسود

ولا يسود حسود

ولا يقود حقود

كان يقال: الحقد داء دوي. ويقال: من كثر حقده، دوي قلبه. ويقال: الحقد مفتاح كل شر. ويقال: حل عقد الحقد، ينتظم لك عقد الود. ويقال: الحقود والحسود لا يسودان.

وقال آخر:

لما عفوت ولم أحقد على أحد

أرحت نفسي من غم العداوات

ويقال: لا يوجد العجول محمودا، ولا المغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا إخوان.

Shafi 140