============================================================
لطائف المفن عليه كيلا يرفعوا حوائجهم إلا إليه وأما حلمه: فكان من شأنه أنه لا ينتقم لنفسه ولا ينتصر لها ولقد دخلت عليه يوما فقال لى: ما تقول فلان رجل كان قد آذى الشيخ الأذق البالغ أتى إلى أصحاب فلان بعض ما كان له الأمر فى ذلك الزمان، وكان يتردد إلى الشيخ فقالوا يا يدى هذا الرجل الذى آذاك نسعى فى ضربه وإشهاره فى البلدتين مصر والقاهرة، فماذا تقول؛ قلت له مصلحة، قال: كالمنكر لأى شيء، قلت ذاك قلت نتشفى منه، قال: أنا لا أتشفى من أحد، قلت: إنما أردت الاتباع، قال: ولا تحمل اتباعى على التشفى، فأطرقت خجلا فما توجه أحد بالأذى لنا بعد ذلك، ونزلت به نازلة فما همت نفى بالتشفى منه إلا وذكرت كلام الشيخ: أنا لا اتشفى من أحد، حى كانى سمعته ذلك الوقت فتخمد النفس عن التشفى بذلك واتفق بعد مدة نحو الخمسة عشر سنة أن الذى كان سعى فى إذاية الشيخ سعى فى إذايتنا واتفق له نازلة فصاننا الله من التشفى منه وسلم .
وكان الشيخ يقول لى: هذا الذى استشرتك فيه سيتفق لك معه مثل ما اتفق لى، فافعل مثل ما فعلت معه، وهكذا هو كلام الأكابر يطوى فى صحائف قلوب المريدين، حتى إذا جاء وقته اظهره الله سبحانه كأنك قد بمعته ذلك الوقت وربما أحضر الله بفكرك شيخك الذى خاطبك الله بهيئته وزته، وربما تعثل لك الخيال المنتصل ورهما حضر بوجوده الحسى عند وجود النوازل مثبتا للمريد ومعلما، وسمعته فن يقول: ما سععتموه منى فقهمتموه فاستودعوه الله يرده عليكم وقت الحاجة، وما لم تفهموه فوكلوه إلى الله يتول الله بيانه فكلام الأكاير مردود على المريدين وقت حاجتهم فيظن المريد أنه ما أخذه ولقد أخذ، ولكن للحكمة بذر ونبات ووقت البذر فير وقت النبات، وقد يبذر فيك بذر الحكمة ويبقى النبات متوقفأ على مجىء سحابة ماطرة، فإذا جاءت أظهرت ما كان فى الأرض كامتا فتبقى الودائع مطوية فى العباد حتى تجيء أوقاتها .
وبلغنى عن الشيخ أبى الحسن أنه كان يقول: لا حجاب إلا الوقت. وسمعته يوما يقول: كان إذا أذانى إنسان يهلك للوقت، وأنا الآن لست كذلك فرآنى مستشرقا لبب ذلك فقال: اتسعت العرفة، وسمعته يقول لحوم الأولياء مسعومة ن (الحجر: 21)
Shafi 84