============================================================
مكتبة القاهرة 47 بالمعروف ونهيهم عن المنكر فلا حرج على من هذا شأنه لأنه من المحنين، وقر قال الحق سبحانماعلى المحسنين من ببيل(1) وهذا كان سبيل شيخ شيختا القطب الكبير أيى الحسن الشاذلى ظله، حتى لقد معت الشيخ الإمام مفتى الأنام (تقى الدين محمد بن على القشيرى - رحمه الله -) يقول: جهل ولاة الأمور بقدر الشيخ أبى الحسن الشاذلى كثرة ترداده إليهم فى الشفاعات، ويجب أن تعلم أن هذا الأمر لا يقوى عليه إلا عبد متخلق بخلق الله قد بذل نفسه وأذلها فى مرضاة الله وعلم ويع رحمة الله فعامل بالرحمة عباد الله متمثلا لقول رسول الله ( الراحمون يرحمهم الله ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء وقد بلفنى عن الشيخ أيى الحسن ي. أنه استدعى يهوديا كحالا ليداوى بعض من عنده، فقال له اليهودى: لا استطيع أن أعالج، فإنه جاء مرسوم من القاهرة أن لا يداوى أحد من الأطباء إلا بإذن من مشارف الطب بالقاهرة فلما خرج اليهودى قال الشيخ لخدامه: هيئوا إلى السفر، وسافر لوقته إلى القاهرة وأخذ لهذا الطبيب إذنا وعاد إلى ذلك الطبيب ولم ييت بها ليلة واحدة . ثم جاء إلى الإسكندرية فأرسل إلى ذلك الطبيب فاعتذر له بما اعتذر ل به أولا فأخرج له الشيخ مكتوبا بالاذن فاكثر اليهودى من التعجب من هذا الخلق الكريم وقد يكون حجاب الولى كثرة الغنى وانبساط الدنيا عليه وقال بعض الشايخ: كان بالمغرب رجل من الزاهدين فى الدنيا ومن أهل الجد والاجتهاد وكان عيشه مما يصيده من البحر، وكان الذى يصيده يتصدق ببعضه ويتقوت ببعضه فأراد أحد أصحاب هذا الشيخ أن يمافر إلى بلد من بلاد المغرب فقال له الشيخ : إذا دخلت إلى يلاد كذا وكذا فاذهب إلن أخى فلان فأقرثه متى السلام واطلب الدعاء منه لى فإنه ولى من أولياء الله تعالى، قال: فسافرت حتى قدمت إلى تلك البلدة فسألت عن ذلك الرجل فدللت على دار لا تصلح إلا للملوك فتعجبت من ذلك وطلبته فقيل لى هو عند السلطان، فازداد تعجبى، وبعد ساعة أقبل فى افخر ملبس ومركب وكأنما هو ملك فى مركبه، فازداد تعجبى اكثر من الأول فيمست بالرجوع وعدم الاجتماع يه، ثم قلت: لا يكننى مخالفة الشيخ فاستأذنت فأذن لى، فلما دخلت رأيت ما هالنى من العبيد والخدم والشسارة الحسنة، فقلت له: أخوك قلان يسلم عليك، قال: جئت من عنده، قلت: نعم، قال: فاذا رجعت إليه فقل له: إلى كم اشتغالك بالدنيا؟ وإلى كم إقبالك عليها؟ وإلى متى لا (1) (التوية: 91)
Shafi 147