============================================================
لطائف المنن الآية، والحديث لن فتح الله قلبه وقد جاء أنه لي قال لكل آية ظاهر وباطن وحد ومطلع، فلا يصدنك عن تلقى هذه المعانى منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة هذه إحالة لكلام الله وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة، وإنما كان يكون إحالة لو قالوا لا معنى للأية إلا هذا وهم لم يقولوا ذلك، بل يقرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله ما أفههم وربما فهموا من اللفظ ضد ما قصده واضعه، كما اخبرنا الشيخ الإمام مفتى الأنام تقى الدين بن محمد بن على القشيرى قال: كان ببغداد فقيه يقال له الجوزى، يقرأ اثتى عشر علما، فخرج يوما قاصدا إلى مدرسة، فسمع منشدا ينشد شعرا: اذا العشرون من شعبان ولت فواصل شرب لهلك بالنهار ولا تشرب باقداح صفار فقد ضاق الزمان عن الصغار فخرج هائمأ على وجهه حتى اتى مكة فلم يزل مجاورا بها حتى مات . وقريء على الشيخ مكين الدين الأمر قول قائل: لو كان لى مسعد بالراح يسعدنى لا انتظرت بشرب الراح افطارا الراح شىء شريف أنت شاربة فاشرب ولو حملتك الراح أوزارا يا من يلوم على صبهاء صافية كن فى الجنان ودهنى أسكن النارا فقال إنسان هنا: لا يجوز قراءة هذه الأبيات، فقال الشيخ مكين الدين للقاري: اقرأ هذا رجل محجوب، ويكفيك فى هذا ان ثلاثة سمعوا مناديا يقول اسع تر برى، وسعع الآخر الساعة ترى برى، وسمع الآخر ما أوسع برى، فالموع واحد واختلفت أفهام السامعين كما قال سبحانه (يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأير ) (1) وقال سبحانه (وقد علم كل أناس مشربهم )(7 فأما الذى سمع: اسع تر برى، فمريد ول على النهوض إلى الله بالأعمال ليستقبل الطريق بالجدل، وقيل له اسغ الينا يصدق المعاملة ترى برنا بوجود المواصلة، وأما على قبله لا أحرقه تار الشفف الساعة ترى برى، وأما الآخر فعارف كشف له عن وع الكرم فخوطب من حيث أشهد فسع ما أوع برى وقال الشيخ محى الدين ين عربى: دعاتا بعض الفقراء إلى دعوة بزقاق القناديل بر، فاجتمع بها جماعة من الشايخ فقدم الطعام وعجز الأوعية وهناك وعاء زجاج جديد قد اتخذ للبول ولم يستعمل بعد فغرف فيه رب المنزل الطعام، فالجماعة يأكلون وإذا (0 رالرعد: 4) (1) (البقرة: 10)
Shafi 104