142

Lataif

اللطائف المستحسنة بجمع خطب شهور السنة

Nau'ikan

Fikihu

أما تعلمون أن الدنيا غدارة مكارة ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما يماثله من الطاعات، أما تنظرون إلى ذهاب الناس منها فوجا بعد فوج، وابتلائهم بالمصائب موجا بعد موج، لا ينفعهم مال ولا قرابة ولا بنون ولا بنات، يذهب معهم إلى مضاجعهم ثلاثة: المال، والأقارب والأعمال، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، وهو الأعمال الصالحات أو السيئات، فتزودوا لما سيعرض لكم من سفر الآخرة، وأعدوا لكم ما استطعتم مما يبقى معكم عند السكرات، وأكثروا من ذكر الله، والدعاء منه، والتضرع إليه، فأنه مجيب للدعوات.

وقولوا باسطي أكف السؤال إلى حضرته: اللهم يا قاضي الحاجات، يا بديع السماوات؛ اغفر لنا، وتب علينا، وأصلح حالنا، وطهر بالنا من عذاب القبر وعذاب الحشر والحسرات.

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {والذين ءامنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات}(1).

الخطبة الأولى للجمعة الخامسة من شوال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العلي الكريم الرؤوف، الرب الرجيم، الذي من علينا وفضلنا بالفضل العظيم، أحمده حمدا كثيرا على لطفه العميم، وأشكره شكرا كبيرا على إحسانه القديم، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له في ملكه، ولا ند له في ملكه، ولا مثيل له في الحول العظيم، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، والفضل الجسيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم إلى يوم النعيم.

Shafi 156