وأقول الحمد لله نحن اليوم نعيش عصر ابن تيمية فرجال الدعوة المخلصون، وشباب الأمة العاملون ملهمهم وإمامهم وقدوتهم هو ابن تيمية، ومرجعهم هو كتبه ومؤلفاته، وأقواله ونظرياته.
وإن التجديد الحادث اليوم لدين الأمة هو بفضل الله أولا ثم بفضل الذين تتلمذوا على كتب هذا الإمام الجليل، وتضلعوا من علمه الغزير وغاصوا في بحره الواسع وهآنذا أذكر طائفة من شهادات بعض العلماء المعاصرين.
*حاجة الأمة إلى ابن تيمية:
1- شهادة الشيخ أبي الحسن الندوي:
كتب الشيخ أبو الحسن الندوي كتابا مطولا عن ابن تيمية يقع في نحو ثلاثمائة وخمسين صفحة وكان منه هذه المقدمة الرائعة التي يصف فيها حاجة المسلمين في القرن الثامن إلى ظهور هذا الإمام الذي كان لا بد من ظهوره لإعادة استثارة العالم من جديد بعد أن غطاه الظلام.
كتب حفظه الله يقول:
ظهر علم الكلام لمقاومة الفلسفة ونصرة الدين، وكان ذلك أمرا لازما، غير أنه تأثر بالفلسفة وتسربت إليه روحها حتى تكونت (فلسفة دينية) تنتهج نفس المنهج، وتبحث نفس الموضوع وتتبع نفس الأسلوب للبحث والإستدلال، وتعيد نفس الخطأ في اعتبار ذات الله وصفاته وقضايا ما وراء العقل أمورا عقلية يمكن إثباتها عن طريق العقل، وكذلك تسيطر عليه روح عدم الاقتناع بما جاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من شرح وتعبير في هذا الموضوع واستخدم مصطلحات يونانية تقوم على علم محدود ناقص وتثير شبهات، الأمر الذي دعا إلى تعقد القضايا وتوسعها بل أن تنحل أو تختصر، ووجدت (فلسفة إلهية) وكتب ضخمة في شرح العقائد إزاء أسلوب مقنع مؤثر كان جديرا بشحن النفوس بالإيمان والإذعان، وإقناع العقول في كل زمان، وكان مؤسسا على نصوص الكتاب والسنة.
Shafi 34