Labarun Rayuwar Ibn Taymiyya
لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
Nau'ikan
فهذا القول إنما هو قول أعداء الله اليهود فهم شيوخ أربابه والقائلين به. وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام على فساده.
قال تعالى: {وما هم بخارجين من النار}، وقال: {وما هم منها بمخرجين}، وقال: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها}.
وقال تعالى: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها}، وقال تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا لا يخفف عنهم من عذابها} (فاطر:36)، وقال تعالى: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} (الأعراف:40).
وهذا أبلغ ما يكون في الإخبار عن استحالة دخولهم الجنة.
الرابع: قول من يقول: يخرجون منها وتبقى نارا على حالها ليس فيها أحد يعذب. حكاه شيخ الإسلام. والقرآن والسنة أيضا يردان على هذا القول كما تقدم.
الخامس: قول من يقول: بل تفني نفسها لأنها حادثة بعد أن لم تكن: وما ثبت حدوثه استحال بقاؤه وأبديته. وهذا قول جهم بن صفوان وشيعته ولا فرق عنده في ذلك بين الجنة والنار.
السادس: قول من يقول تفني حياتهم وحركاتهم ويصيرون جمادا لا يتحركون ولا يحسون بألم. وهذا قول أبي الهذيل العلاف إمام المعتزلة طردا لامتناع حوادث لا نهاية لها. والجنة والنار عنده سواء في هذا الحكم.
السابع: قول من يقول: بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى، فإنه جعل لها أمدا تنتهي إليه تفنى ويزول عذابها.
قال شيخ الإسلام: وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم. وقد روى عبد بن حميد وهو من أجل أئمة الحديث في تفسيره المشهور حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال: قال عمر: "لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج، لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه".
Shafi 108