جيرانهم ولا يلعمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والله ليعلمن قوم جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة"، ثم نزل. فقال قوم: من ترونه عني بهؤلاء؟ قال: الأشعرين: هم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه1 والأعراب؛ فبلغ ذلك الأشعرين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر فما بالنا؟ فقال: "ليعلمن قوم جيرانهم، وليثقفنهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا" فقالوا: يا رسول الله أنفطن2 غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم؛ فأعادوا قولهم أنفطن غيرنا؟ فقال ذلك أيضا؛ فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود} 3.
لقد بين هذا الحديث مسؤولية العلماء، كما بين واجب من لا يعلم.
Shafi 27