Waƙar 'Yanci da Shuru
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
Nau'ikan
Die Furt (1952م) أول ما ظهر من دواوين الشباب وأهمها، وتلته مجموعة أخرى «علامات الماء»
Wassermarken (1957م)، ومجموعة ثالثة لشاعر سويسري هو رينيه برامباخ
R. Brambach (1917م-...) بعنوان «عمل اليوم» (1960م)، ثم فوجئت الحياة الأدبية بموهبة خارقة جاءت من الشرق؛ إذ ظهر للشاعر القاص «يوهانيس بويروفسكي»
Johannes Bobrowski (1917-1965م) مجموعتان رائعتان هما «زمن زرماتي»
Sarmatische Zeit (نسبة إلى منطقة زرماتيا في بروسيا الشرقية) (1960م) و«بلد الظلال، أنهار»
Schattenland Strome (1962م) جلبتا المجد والشهرة، وأعادتا قصيدة الطبيعة التي استهلكتها الصنعة الفنية والمبالغة المضنية إلى أصالتها الريفية الساحرة، فاكتسبت ملامح الوطن الذي نبعت منه وعذاباته، وعبرت عن موهبة نضيرة لم ترها تعقيدات المذاهب والبرامج الفنية، وابتعد شعر الطبيعة الجديد عما يمكن أن نسميه شعر الطبيعة المطلق، ونفض عنه سأم «الطبيعة الساحرة»، واتجه إلى الالتزام بالواقع الحي والإنسان المخرب المعذب، بل لقد نفذت إليه بعض أفانين الهوس السيريالي والعبث الدادي (كما نرى مثلا عند جنتر زويرن في «بيانو شتوي للكلاب»، وديتر هوفمان في «أيروس في الشجر الحجري».)
لن يمكننا بطبيعة الحال أن نقف عند هؤلاء الشعراء كل على حدة، وإن كانوا يستحقون دراسات مستقلة لا يتسع لها المجال، ولكن لا بد من وقفة قصيرة عند واحد منهم يعد اليوم من أعلام الشعر المعاصر في بلاده، ومن وجوه الأدب البارزة التي أصلت «التمثيلية الإذاعية» كنوع أدبي معترف به، والشاعر الكاتب الذي نعنيه هو جنتر آيش،
20
الذي استطاع مع غير من أبناء جيله الذين ذكرت لك أسماءهم، أن يستفيدوا من خير ما قدمته قصيدة الطبيعة على يدي ليركه وليمان، وأن يتجنبوا الوقوع في عيوبها وأخطائها، وكان أول ما تعلموه منها هو الاقتصاد في اللفظ، والبعد عن العواطف المسرفة، وتجريد القصيدة بقدر الإمكان من الأنا الفردية للشاعر، والقرب الحميم من الموضوع المحسوس، وتنقية التجربة، وصفاء الشكل.
وإذا نظرنا في شعر «آيش» وجدناه يميل إلى الإيجاز في اللفظ إلى حد الاكتفاء بالإشارة وإيراد العبارات المأثورة، ولمسنا روح الحكمة الصينية التي تفيض على كل أعماله (وقد كانت أنفاس هذه الروح الحكيمة المقتصدة تتردد أيضا في قصائد ليركه وليمان، حتى لقد صرح هذا الأخير بأنه كان دائما من المعجبين بشعراء الصين الكبار، وأنه تعلم منهم واستلهمهم، وتمنى يوما لو قدر له أن يعيش في الصين في عهد حضارتها الزاهية!)
Shafi da ba'a sani ba