وقال الإمام أبو بكر عبدالله ابن الإمام أبي داود السجستاني : حدثنا إبراهيم بن مروان الطاطري حدثنا أبي حدثنا خالد يعني ابن يزيد حدثني العلاء عن مكحول عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما أنه كان يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا حضر رمضان قال : ( إنا رأينا هلال شعبان يوم كذا وكذا ، والصيام يوم كذا وكذا ، قال : وكان إذا كان يوم عاشوراء قال : اليوم عاشوراء ، وإنا صائمون ، فمن شاء أن يصوم فليصم ومن شاء أن يفطر فليفطر ) (1) .
وحكى القاضي عياض رحمة الله عليه عن بعض السلف أنهم كانوا يقولون : كان صوم عاشوراء فرضا وهو باق على فرضيته لم ينسخ وانقرض القائلون بهذا ، وحصل الإجماع على أنه ليس بفرض وإنما هو مستحب ، انتهى (1) .
وذكر الإمام أبو بكر البيهقي رحمة الله عليه أن الأصح أن عاشوراء لم يكن صيامه واجبا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمرهم بالأمساك عن الأكل فيه لم يأمرهم بالقضاء ولو كان واجبا لأمرهم بالقضاء .
وحكى الإمام أبو زكريا النووي رحمة الله عليه الاتفاق على أن صوم يوم عاشوراء اليوم سنة ليس بواجب .
وقال عبدالصمد بن النعمان ثنا عبدالصمد بن حبيب عن أبيه عن شبيل عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوم من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء ، فقال : ( ما هذا ؟ قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون ، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى عليهما الصلاة والسلام شكرا لله - عز وجل - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا أحق بموسى ونوح وأحق بصوم هذا اليوم فأمر أصحابه بالصوم ) . وخرجه الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه في مسنده بنحوه .
وعاشوراء المذكور هو : اليوم العاشر وهو المشهور ، وبه قال سعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، ومالك بن أنس ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهوية ، والجمهور .
قال يحي بن محمد بن صاعد الحافظ ثنا محمد بن يحي بن الأزدي ثنا هشام ابن سفيان ثنا عبدالله بن عبيدالله عن أبي الشعثاء قال : قالت عكناء أو قال : عتكاء ابنة أبي صفرة أخت المهلب رضي الله تعالى عنها : ( إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بصوم عاشوراء ، وقال : عاشوراء يوم العاشر ) . وخرجه أبو عبدالله أبن مندة في كتاب المعرفة ، وهو غريب .
Shafi 5