وروي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اشتد غضب الله على اليهود اشتد غضب الله على النصارى اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي بعدي .
وقد تغالا الرافضة قبحهم الله في حزنهم لهذه المصيبة واتخذوا يوم عاشوراء مأتما لمقتل الحسين رضي الله تعالى عنه ، فيقيمون في مثل هذا اليوم العزاء ، ويطيلون النوح والبكاء ، ويظهرون الحزن والكآبة ، ويفعلون فعل غير أهل الإصابة ، ويتعدون إلى سب بعض الصحابة ، وهذا عمل القوم الضلال المستوجبين من الله الخزي والنكال ، ولو كان ذلك جائزا بين المسلمين لكان أحق بالمأتم اليوم الذي قبض فيه محمد سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم .
قال الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو محمد عبدالقادر الجيلي رحمة الله عليه: وقد طعن قوم على من صام هذا اليوم العظيم وما ورد فيه من التعظيم وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأنه يوم قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما فيه وقالوا : ينبغي أن تكون المصيبة فيه عامة لجميع الناس ، ثم قال الشيخ عبدالقادر رحمة الله تعالى عليه : وهذا القائل خاطر ومذهبه قبيح فاسد ، لأن الله تبارك وتعالى لما اختار لسبط نبيه رضي الله تعالى عنه الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده منزلة ليزيده بذلك رفعة في درجاته وكرامة مضافة إلى كرامته ويبلغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة ، قال : ولو جاز أن يتخذ يوم موته يوم مصيبة لكان يوم الإثنين أولى بذلك إذ قبض الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيه ، وفقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم من فقد غيره ، وقد اتفق المسلمون على شرف يوم الإثنين وفضيلة صومه وأنه تعرض فيه وفي الخميس أعمال العباد ، فكذلك يوم عاشوراء لا يتخذ يوم مصيبة ، انتهى .
Shafi 28