تتبخر المحيطات
وتعود إلى غلاية الشاي التي تظل تصفر،
بينما هي ساهمة
تحدق في صورته على الجدار.»
سنعود بعد قليل
وقف حائرا مرتبكا أمام صفوف التوابيت وهو يفكر في طريقة يخفف بها وقع الموت على نفوس الآباء والزوجات، خطرت للقائد فكرة، قال في نفسه: «الأمل أفضل علاج لآلام الروح.» لم يكتشف القائد العسكري هذا العلاج، لكنه أعاد تدويره فقط. على غلاف التوابيت كان مكتوبا: «ممنوع الفتح»؛ لذلك كانوا يدفنون التوابيت دون معرفة محتوياتها. استغل القائد عودة جندي كانوا قد دفنوا تابوته. أشيع الخبر فأشرقت وجوه بقية المنتظرين بالأمل. توقفوا عن العمل وعادوا إلى بيوتهم؛ فربما يعود البقية في أي وقت. قسمت كل عائلة نفسها إلى ورديات، بعضهم ينتظر العائدين وبعضهم يذهبون إلى أعمالهم، وحين يكونون مضطرين للخروج جميعا كانوا يتركون أبواب البيوت مفتوحة حتى إذا عاد الأبناء المفقودون لا يضطرون للوقوف. كتبوا على كل باب: «سنعود بعد قليل.» «لم يكونوا يعلمون أن الجندي العائد
كان الناجي الوحيد.»
فخ
كانت تحلم بعائلة كبيرة لكنها تخاف أن تسرقهم الحرب. من بين كل قوانين الحرب لم تكن الأم تعرف سوى قانون واحد: «وحيد أمه يعفى من الخدمة العسكرية». من أجل ذلك لم تنجب سوى طفل واحد. هناك من لم ينجب على الإطلاق، ولأن الحروب تعطل كل القوانين، لم يتزوج البعض خوفا من أن تسن الدولة قانونا جديدا يجبرهم على الإنجاب. الكل ينتظر نهاية حقيقية للحرب. «يعتقدون أن السلام مجرد هدنة لإنجاب المقاتلين.»
تحديد نسل
Shafi da ba'a sani ba