غير حاضر، ووجد ختمه عليها فرجع إلى مكانه وقال: «لا يفك ختم العدل إلا هو ونحن نعود في وقت حضوره.»
ومما يذكره المقريزي في الكلام عن خزانة السلاح أن أول من ركب أعيان دولته على خيوله بأدوات من الذهب في المواسم هو العزيز بالله، وليس هذا بمستغرب من هذا الخليفة الذي يؤثر عنه أنه قال: «يا عم! أحب أن أرى النعم عند الناس ظاهرة، وأرى عليهم الذهب والفضة والجواهر، ولهم الخيل
125
واللباس والضياع والعقار، وأن يكون ذلك كله من عندي.»
126
ولا يسعنا أن نختم الكلام عن خزانة السروج دون أن نشير إلى أن مصر كانت مشهورة منذ الفتح الإسلامي بصناعة أجلال الخيل، حتى كانت هذه الأدوات مما يرسله العمال إلى الخلفاء في حاضرة القيصرية الإسلامية. وقد كتب ابن إياس في هذا الصدد: «وكانت الخلفاء تشترط على عمال مصر في تقليدهم الخيل العربية، والأثواب الدبيقية شغل تنيس، والمقاطع الشرب الإسكندرانية، والطرز الصعيدية، وأجلال الخيل؛ ويشترط عليهم ضيافة العسل النحل المصري من عسل بنها ، وتشترط عليهم البغال والحمير وغير ذلك من الأصناف التي لا توجد إلا بمصر.»
127
خزائن الخيم
نقل المقريزي عن كتاب الذخائر والتحف أن الثوار أخرجوا من خزائن الخيم عددا كبيرا جدا من أنواعها المختلفة، مصنوعة من أجمل أنواع النسيج الدبيقي، والمخمل، والخسرواني، والديباج الملكي، والأرمني، والبهنساوي، والكردواني، «ومنها المفيل، والمسبع، والمخيل، والمطوس، والمطير، وغير ذلك من سائر الوحوش، والطير والآدميين من سائر الأشكال والصور البديعة» أي: ما كانت تزينه رسوم السباع والخيل والطواويس وسائر الوحوش والطيور، فضلا عن المحلى بالصور الآدمية الجميلة وبالنقوش النباتية والهندسية الرائعة، وكل ذلك يذكر بخيمة سيف الدولة التي وصفها المتنبي في أبيات سنأتي بها في القسم الثاني من هذا الكتاب.
وكانت بعض أعمدة الخيام ملبسة بأنابيب الفضة، كخيمة العزيز التي وصفها ابن ميسر.
Shafi da ba'a sani ba