Kulumb da Sabon Duniya
كولومب والعالم الجديد: تاريخ اكتشاف أميركا
Nau'ikan
وتبدلت أتراحهم أفراحا
وعندما أسدل الليل البهيم ستاره الأسود على تلك الطبيعة الجميلة، وبعدما دعوا العذراء وطلبوا منها ومن ابنها الحبيب ما شاءوا، وأنشدوا وسط هذا المحيط العجاج نشيد «سالف ريجينا» الإسباني كما هو المعتاد، خطب فيهم كولومب بصوت ملؤه الغيرة والحماس فذكرهم أولا بعناية الله الكبرى التي لولاها لما هبت الرياح وتحركت المياه وساروا فيها بأمان، ثم وعدهم أنه عند شروق شمس اليوم التالي سيطئون - أو على الأقل سيرون - اليابسة، وتعهد لأول من يراها بطقم مخمل
3
وذلك بخلاف المرتب الموعودين به، وفي الساعة العاشرة مساء رأى كولومب ضوءا يتلألأ على بعد.
وعندما انبلج الصباح رأوا اليابسة بعد إجهاد البصائر على بعد فرسخين لا غير. فأي قلم يقدر على تعبير ما خالج قلوب هؤلاء المساكين من السرور! بل أي بليغ يمكنه أن يصف ما مازج أفئدتهم من البشر والحبور! فلقد صاحوا قائلين بعد طلقات المدافع المتوالية: اليابسة اليابسة! ثم أنشدوا الأناشيد الوطنية الملأى غيرة وحماسا، وكان ذلك يوم الجمعة 12 أكتوبر سنة 1492.
العالم الجديد
نزل كولومب إلى اليابسة بعدما لبس عباءته القرمزية وقبض على اللواء الملوكي. ثم ركع على الأرض وقبلها بكل احترام ووقار، شاكرا المولى سبحانه وتعالى ساكبا دموعا غزيرة من شدة الفرح والسرور. ثم رفع صورة عليها رسم المصلوب، ونطق بصوت خشوع تهتز له القلوب الصلاة الأولى مقدما لله التسبيح والاحترام. ثم سحب حسامه ورفعه إلى العلا، واستولى على تلك الجزيرة باسم ملكي «الكاستيل والأراجون»، ولقد دعاها «سان سلفادور» وهي كلمة إسبانية معناها القديس المخلص. وحين ذلك صار كولومب بواسطة اكتشافه العظيم أميرالا وحاكما وواليا ومبشرا لتلك الأصقاع النائية.
أما تلك الجزيرة فكان اسمها بلغة أهلها «جواناهاني» وهي إحدى جزر الباهاما التي تتبع إنكلترا اليوم. أما عن مواطني الجزيرة فحدث بالحقيقة ولا حرج، فعندما رسا كولومب عليها صاروا يتأملون إلى سفينته من خلال العوسجات والعليقات بكل اندهاش واستغراب، وكانوا يعجبون كثيرا بذلك الموكب الحافل الذي دخل به الإسبان جزيرتهم:
والسفن مبحرة كأن قلوعها
منشورة أجناح طير هائل
Shafi da ba'a sani ba