23

Kome da Fiye

كل شيء وأكثر: تاريخ موجز للانهائية

Nau'ikan

المخرج الوحيد حتى لا تصاب بالشلل وتصبح طريح الفراش جراء هذا الاستنتاج الأخير، وهو احتمال وارد، هو أن تستمر في وضع المزيد من الاستفسارات الجانبية المجردة حول ماهية «التجريد» وما يعنيه بالضبط، وما إذا كان صحيحا حقا أن التبريرات الصحيحة فقط لبعض المعتقدات والمبادئ تكون عقلانية ولا يبدأ الاستدلال فيها بما يحاول استنتاجه. على سبيل المثال، نحن نعلم أن عددا من القضايا كل عام تكون لسيارات انحرفت فجأة عبر الخط الفاصل للطريق نحو حركة المرور المقبلة في الاتجاه الآخر، واصطدمت بمقدمة السيارات التي يقودها أشخاص في الاتجاه الآخر من دون أن يتوقعوا أنهم سيلقون حتفهم؛ ومن ثم فنحن نعلم أيضا - على مستوى ما - أنه مهما كانت الثقة التي تجعلنا نقود سياراتنا في طريق ذي اتجاهين فليس ثمة ما يبرر هذه الثقة تبريرا عقلانيا بنسبة مائة بالمائة في قوانين الاحتمال الإحصائي. ومع ذلك، ربما لا ينطبق «التبرير العقلاني» هنا. ربما يعزى الأمر بشكل أكبر إلى حقيقة أنك إذا كنت لا تستطيع أن تصدق أن سيارتك ستتعرض للاصطدام فجأة ومن دون مقدمات، فأنت فقط لا تستطيع القيادة، ومن هنا تكون الحاجة أو الرغبة في أن تتمكن من القيادة كنوع من «تبرير» ثقتك هذه.

8

ومن ثم، فربما كان من الأفضل عدم البدء في تحليل مختلف «المبررات» المفترضة لحاجتك أو رغبتك في أن تتمكن من قيادة سيارة؛ ففي وقت ما سوف تعي أن عملية التبرير المجرد يمكن - ولو مبدئيا على الأقل - أن تستمر إلى الأبد. إن القدرة على إيقاف طريقة التفكير المجرد عندما ترى أنه لا نهاية له هو جزء مما يميز عادة الأشخاص العقلاء الفاعلين - هؤلاء الأشخاص الذين عندما يتوقف في النهاية جرس المنبه يمكنهم النهوض والوقوف على أرضية الحجرة بلا خوف أو ترقب؛ ومن ثم الانهماك في الشئون المادية للعالم الاعتيادي الواقعي - عن المختلين والمعتوهين.

جزء تكميلي

إن السبب التكتيكي لاستخدام الرمز « » أحيانا، بدلا من «ما لا نهاية» في هذا الكتاب المكتوب باللغة الطبيعية، هو أن الغرابة التي يصعب تفسيرها للرمز « » تستخدم على سبيل التذكير بأن من غير الواضح حتى ما الذي نحن بصدد الحديث عنه. وهذا هو الحال حتى الآن. على سبيل المثال، إياك أن تعتقد أن « » ما هو إلا عدد كبير على نحو غير معقول أو لا يصدق. يوجد بالطبع الكثير من تلك الأعداد، ولا سيما في الفيزياء والفلك - فمثلا في الفيزياء من المتعارف عليه عموما أن لحظة فوق نانوية قدرها

من الثانية هي أصغر فترة زمنية ينطبق عليها مفهوم الزمن المستمر العادي (وهو ما عليه الحال بالفعل)، فإن البيانات الفلكية تشير إلى وجود ما يقرب من

من هذه اللحظات فوق النانوية منذ الانفجار الكبير. وهذا العدد عبارة عن

أمامها

صفرا من جهة اليمين. جميعنا سمع عن أعداد كهذه، والتي نتصور عادة أنه لا يمكن فهمها ومعالجتها إلا باستخدام الحواسيب الفائقة التبريد المتقدمة حقا، أو ما شابهها. في الواقع، هناك الكثير من الأعداد الكبيرة للغاية لدرجة أنه لا يمكن لأي حاسوب حقيقي أو حتى نظري معالجتها. حد بريميرمان هو المصطلح المطبق هنا. فعلى ضوء الحدود المفروضة من قبل نظرية الكم الأساسية، أثبت إتش بريميرمان عام 1962 أنه «ما من نظام لمعالجة البيانات، سواء أكان اصطناعيا أو حقيقيا، يمكنه معالجة أكثر من

بت كل ثانية لكل جرام من كتلته.» وهو ما يعني أنه لو أن هناك حاسوبا فائقا افتراضيا بحجم الأرض (=

Shafi da ba'a sani ba