فأطاح به من فوق حافة المنحدر.
تبع توم أحد أكثر أولئك الرجال شجاعة، وبعد ذلك تبعه الآخرون وبدءوا يتسلقون الصخور؛ فكان آخرهم يدفع الذي أمامه والذي أمامه يدفع بدوره من هو أمامه وبذا تسلقوا الصخور سريعا. وهكذا ظهرت بنية توم القوية على مرأى جورج وجيم عند حافة الهوة تقريبا.
أطلق جورج النار - فأصابت الطلقة لوكر في جانبه - لكنه ورغم جرحه لم يتراجع. قفز لوكر مزمجرا فوق الهوة، وسرعان ما كان بقية الرجال أمام الرجلين، لكن الرجل من جمعية «الكويكرز» - الذي لم يكن يعرف القتال - وجه إليه ضربة من ذراعه الطويل فأطاح به من فوق حافة المنحدر، فاصطدم الأخير بالأشجار والأحجار حتى استقر على الأرض من على ارتفاع ثلاثين قدما وهو يعاني من كسور وكدمات.
صاح فينياس: «هيا! أنا رجل سلام، لكن التالي منكم الذي سيحاول أن يعبر إلى هنا سأطيح به أسفل المنحدر ليكون بصحبة صديقه.»
بدا على الرجال أنهم مترددون للحظات وغير واثقين مما يفعلونه. ثم هرع ماركس وقفز فوق حصانه وقال وهو يخز جواده ويعدو به: «بينما تهتمون بتوم، سأذهب أنا وأعود بالمساعدة.»
قال الآخرون: «يمكننا أن نذهب نحن أيضا.» ثم ركضوا بجيادهم تاركين خلفهم لوكر سيئ الحظ في قاع الوادي.
شاهدهم فينياس وهو يضحك وقال: «أعتقد أن تكلفة فعلتهم أضحت واضحة الآن. هيا، ينبغي علينا أن نستمر في التحرك.»
قالت إلايزا: «أوه، لا ينبغي أن نترك ذلك الرجل المسكين وحده هنا. ألا يمكننا أن نفعل شيئا لأجله؟»
قال جورج: «لن نكون مسيحيين حقا إذا ما تركناه. لنرفعه ونحمله معنا إلى مكان يمكن أن يتلقى فيه الرعاية.»
نزل الرجال إلى أسفل الوادي حيث كان لوكر راقدا ويئن من الألم، واعتنى بجراحه فينياس، الذي كان، بطريقته الخاصة، جراحا.
Shafi da ba'a sani ba