وليس عليه أن تتم الرغائب
الآن سأغادر إسبانيا كما جئت إليها، وسألحد أفكاري في ضريح السكوت، منتظرا الساعة التي ينفخ لها ببوق الحياة فتنهض، وإلا فستموت كما مات غيرها من ذي قبل.
غدا سأجتمع بك أيها الأب جوان، وأقص عليك ما رأيت وسمعت، غدا سأجتمع بولدي الصغير دياكو الذي تركته في دير رابيدا، ثم آخذه وأغادر هذه البلاد منقادا بأزمة الأقدار، فالوداع يا مملكة إسبانيا الوداع! (يذهب وتدخل الملكة والمرشد والكردينال.)
المشهد الثامن (الملكة - الكردينال - المرشد - رسول - خادم)
الكردينال :
اليوم تلقيت رسالة من كولومب يعلمنا بها عزمه على مغادرة إسبانيا، وربما يكون غادرها الآن.
الملكة :
يعز على إيزابلا ملكة إسبانيا أن تكون يدها قاصرة عن مساعدة كولومب، آه ما أشأم الحرب! فهي ويل على الظافر والمنكسر، فلولاها لاستطعت أن أمد كولومب بكل ما يشاء من المال، ولكن ما العمل ومطاليب الحرب أكثر من مطاليب النساء؟ في كل يوم وساعة تطلب منا الذخائر، وإذ كنا نعجز عن القيام بالفروض فكيف نقوم بالنوافل؟ فليذهب كولومب إلى حيث شاء ومتى قدرت على مساعدته ساعدته، ولا أظنه يبخل بالعود إلينا.
الكردينال :
تاعس هذا الرجل! ورغما عن مناهضة علمائنا لآرائه، فأنا أعتقد بصحتها.
Shafi da ba'a sani ba