Knowledge by Uthaymeen
العلم للعثيمين
Bincike
صلاح الدين محمود
Mai Buga Littafi
مكتبة نور الهدى
Nau'ikan
الباب الثاني: في آداب طالب العلم والأسباب المعينة على تحصيله
الفصل الأول: آداب طالب العلم
طالب العلم لا بد له من التأدب بآداب، فذكر منها:
الأمر الأول: إخلاص النية لله ﷿:
بأن يكون قصده بطلب العلم وجه الله والدار الآخرة؛ لأن الله حثَّ عليه ورغَّب فيه، فقال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: ١٩] .
والثناء على العلماء في القرآن معروف، وإذا أثنى الله على شيء أو أمر به صار عبادة.
إذن فيجب الإخلاص فيه لله بأن ينوي الإنسان في طلب العلم وجه الله ﷿ وإذا نوى الإنسان بطلب العلم الشرعي أن ينال شهادة ليتوصل بها إلى مرتبة أو رتبة، فقد قال رسول الله ﷺ: "من تعلم علمًا يبتغي به وجه الله ﷿ لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها١.
وهذا وعيد شديد لكن لو قال طالب العلم: أنا أريد أن أنال الشهادة لا من أجل حظّ من الدنيا، ولكن لأن النُّظُم أصبح مقياس العالم فيها شهادته.
فنقول: إذا كانت نية الإنسان نيل الشهادة من أجل نفع الخلق تعليمًا أو إدارة أو نحوها، فهذه نية سليمة لا تضره شيئًا؛ لأنها نية حق.
وإنما ذكرنا الإخلاص في أول آداب طالب العلم؛ لأن الإخلاص أساس، فعلى طالب العلم أن ينوي بطلب العلم امتثال أمر الله ﷿ لأن الله ﷿ أمر بالعلم فقال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: ١٩] .
_________
١ صحيح: رواه أبو داود ٣٦٦٤. وابن ماجة ٢٥٢. وأحمد ٢/٣٣٨. وابن ماجة ٢٨٠. وأحمد ٥/٣٤٢، ٣٤٣.
1 / 21