ضرب عدد من العملات احتفالا بالأراضي التي حصلت عليها كليوباترا حديثا. في بعض الأحيان تظهر كليوباترا وأنطونيو معا على العملة، بحيث تكون الملكة على أحد وجهي العملة والقائد الروماني على الوجه الآخر.
ضرب بعض العملات في خالكيس، إحدى المناطق التي حصلت عليها كليوباترا من مارك أنطونيو، ويظهر على أحد وجهي العملة رأس كليوباترا وكتفاها، وعلى الوجه الآخر يظهر أنطونيو. وفي أحيان أخرى كان يحل إله معروف محل أنطونيو (ووكر وهيجز 2001: 233، رقم 214-217). صدرت العملات التي ضربت في الفترة بين عامي 32 و31 قبل الميلاد باسم كليوباترا ويقول الكلام المنقوش عليها «للملكة كليوباترا». تظهر كليوباترا كحاكمة؛ فشعرها مصفف ومربوط إلى الخلف كالمعتاد وترتدي إكليلا. لا يظهر من صورة مارك أنطونيو إلا الرأس والعنق. وتتشابه الصورتان من حيث التأكيد على ملامح الوجه الجادة، والعين الكبيرة، التي تعتبر دون شك إشارة إلى سلالة هرقل التي ينتميان إليها بشكل أو بآخر (ووكر وهيجز 2001: 236).
تظهر العملات التي ضربت في أنطاكية حدوث تطورات في شكل ملامح هذين الحاكمين (ووكر 2003ب)؛ فيظهر أنطونيو وكليوباترا مرة أخرى كل على حدة على عملات ضربت في هذه المنطقة، ويظهران معا أيضا، فتظهر كليوباترا على التيترادراخما الفضية، التي ضربت بين عامي 37 و32 قبل الميلاد، على أحد وجهي العملة مع عبارة «الملكة كليوباترا ثيا الثانية». يعني مصطلح «ثيا» الإلهة بالإغريقية، ويشير أيضا إلى أحد أسلاف كليوباترا؛ كليوباترا ثيا. يظهر أنطونيو على الوجه الآخر للعملة مع عبارة «أنطونيو الإمبراطور للمرة الثالثة وعضو الحكومة الثلاثية». يشبه شكلهما الشكل الموجود على عملات خالكيس؛ فلا يظهر من كليوباترا إلا رأسها وكتفاها، وترتدي في هذا التمثال رداء مزخرفا وقلادة، ولا يظهر أنطونيو إلا عند أسفل رقبتها. ظهر الحاكمان كلاهما على العملات التي ضربت في أنطاكية منفصلين أحدهما عن الآخر (ووكر وهيجز 2001: 234، رقم 218-222). في حالة كليوباترا تظهر الصورة نفسها والزي الذي ترتديه على عملات غير معروفة المصدر في شكل دنانير فضية (ووكر 2003: 509-510). تظهر كليوباترا على هذه العملات مع عبارة «ملكة الملوك وأطفالها الملوك» مكتوبة باللاتينية بدلا من الإغريقية كما هي العادة. ويحتفل أنطونيو بانتصاره على أرمينيا على أحد وجهي العملة بعبارة «مارك أنطونيو انتصر على أرمينيا». ويقال إن الدنانير ارتبطت على نحو مباشر بتخليد ذكرى عطايا الإسكندرية (ووكر 2003ب : 510).
كذلك ضربت عملات برونزية تظهر الزوجين الملكيين؛ كالمعتاد كليوباترا على أحد وجهي العملة وأنطونيو على الوجه الآخر، في بطلمية-عكا (ووكر وهيجز 2001: 235، رقم 231). وفي عام 34 / 33 قبل الميلاد، ضربت في مدينة دورا، على طول الساحل جنوب بطلمية، عملات يظهر عليها الحاكمان معا (جنبا إلى جنب وجه واحد من العملة).
يحاكي ظهور كليوباترا بالزي الشرقي على عدد من هذه العملات على الأرجح زيها الحقيقي في موكب احتفال عطايا الإسكندرية. لم يكن أنطونيو وكليوباترا أول الذين أظهروا هذا النوع من التبادل الثقافي؛ فقد اشتهر الإسكندر بارتداء ملابس الشعوب التي يهزمها ومن الواضح أن أسرة كليوباترا نفسها كانت متحمسة لأداء أدوارها المصرية.
إن ملامح وجه كليوباترا التي ظهرت على هذه العملات بالتحديد هي التي دفعت كثيرين إلى الإشارة إلى أنفها الكبير المعقوف وذقنها الحاد؛ فقد كانت هذه الملامح تحاكي ملامح وجه والد الملكة؛ بطليموس الثاني عشر، ويبدو أنها ظهرت بدورها في صور مارك أنطونيو. (6-1) عملات تظهر عليها كليوباترا وحدها
ضربت دار لسك العملة، يتحدد مكانها عادة بدمشق رغم أن هذا في الواقع غير مؤكد، عملات تظهر عليها كليوباترا (ووكر وهيجز 2001: 235، رقم 223-224 و230). إذا كانت هذه العملات ضربت في دمشق فإنها كانت تكريما لكليوباترا لأن هذه المدينة فعليا لم تكن منطقة تابعة للبطالمة (ووكر 2003ب: 510-511؛ ووكر وهيجز 2001: 235، رقم 230). تظهر الملامح الموجودة على العملة الملكة بإكليلها المعتاد، وربما كانت أنحف قليلا في النموذج الظاهر في الصور سابقة الذكر (ووكر وهيجز 2001) مقارنة بشكلها المعتاد. صدر هذا النوع من العملات في عام 37 / 36 قبل الميلاد و33 / 32 قبل الميلاد، ومن ثم في أواخر فترة حكم كليوباترا. تظهر الصورة رأس وكتفي الملكة بدلا من رأسها فقط وترتدي فيها قلادة مزخرفة.
ضربت عملات برونزية في فينيقيا أيضا وأرخت بأعوام مختلفة من حكم كليوباترا، بدأت من 37 / 36 قبل الميلاد، على سبيل المثال في أورثوسيا (ووكر وهيجز 2001: 235، رقم 225-226)، وطرابلس (ووكر وهيجز 2001: 235، رقم 227)، وبيريتوس (ووكر وهيجز 2001: 235، رقم 228-229). يظهر في هذه الصور الرأس والعنق فقط، وترتدي الملكة الإكليل المعتاد، وشعرها مقسم إلى خصلات عريضة ومربوط إلى الخلف . توجد أشكال متنوعة من الصور، لكن في الغالب كان الذقن والأنف بارزين على غرار ملامح صور بطليموس الثاني عشر. وفي بعض الصور يظهر القرطان بوضوح. (7) معركة أكتيوم وما بعدها
يوجد عدد من الأسباب لإعلان أوكتافيان الحرب على كليوباترا هي: طلاق أخته، والأراضي التي تنتمي فعليا لروما وأعطيت لكليوباترا، والأسلوب السافر الذي احتفى به أنطونيو بعلاقته بكليوباترا، على سبيل المثال بظهورهما معا على العملات.
في أثناء السنوات الأخيرة من حكم أنطونيو وكليوباترا قضيا وقتا طويلا خارج مصر (هولبل 2001: 244-247). وفي مطلع عام 32 قبل الميلاد استقر الزوجان في أفسس، وفي شهر أبريل من هذا العام ذهبا إلى جزيرة ساموس، وفي شهر مايو أو يونيو زارا أثينا. وفي شتاء عام 32 / 31 قبل الميلاد انتقل أنطونيو وكليوباترا إلى مدينة باتراس وفي الربيع التالي اندلعت الحرب، وانتهت في 2 سبتمبر عام 31 قبل الميلاد بمعركة أكتيوم، على الساحل الغربي لليونان.
Shafi da ba'a sani ba