و
3-15 ).
شكل 6-6: تمثال من البازلت لكليوباترا السابعة، المتحف المصري، تورينو. حقوق الطبع محفوظة لمتحف تورينو للآثار المصرية.
ثمة تمثال أكثر التزاما بالطراز المصري التقليدي يوجد حاليا في المتحف المصري في تورينو وينسب أيضا إلى كليوباترا السابعة (ووكر وهيجز 2001: 168، رقم 167؛ أشتون 2001أ: 39، 100-101، رقم 38؛ ستانويك 2002: 80، 127، إف5، هو على الأرجح لكليوباترا السابعة). يختلف شكل هذا التمثال عن الأمثلة التي ذكرت من قبل في هذا الفصل، لكنه يظهر الملكة بملامح شابة تشبه ملامح التمثال الموجود في متحف بروكلين؛ فالفم مقوس إلى الأسفل والذقن ناتئ والوجه عريض والوجنتان مستديرتان (شكل
6-6 ). يرتدي التمثال فستانا ضيقا كما يتضح من خط الياقة الرفيعة الموجودة حول الرقبة، وله شعر مستعار مصفف ينسدل على الظهر والكتفين، وفي أعلاه يوجد جناحا نسر (غطاء الرأس المقدس). توجد ثلاثة أشكال على الجبهة؛ رغم أننا نتوقع أن الشكل الموجود في المنتصف هو رأس النسر لكنه يبدو مثل رأس الكوبرا الحامية. وربما تكون هذه الملكة ترتدي ثلاثة رءوس أفعى. في تلك الحالة يصبح إضافة عنصر رابع، النسر، أمرا عبثيا، ونجد إشارة إلى هذا في الشعر المستعار. على قمة الرأس يوجد جزء متبق من قاعدة تاج. يشبه هذا التمثال على وجه الخصوص تمثال بطليموس الخامس عشر الموجود في المعبد المخصص ليوليوس قيصر في الإسكندرية؛ فربما توجد صلة متعمدة بين الاثنين. تحدد أن هذا التمثال ينتمي إلى القرن الثالث قبل الميلاد على أساس ملامح الوجه (ووكر وهيجز 2001: 168-169). لا يضع هذا الاستنتاج في اعتباره الصور التي تستلهم أساليب التصوير القديمة والتي ظهرت مرة أخرى في عهد كليوباترا السابعة. يظهر تفرد هذا التمثال أيضا في عدم وجود أمثلة أخرى لتماثيل ملكات البطالمة تستخدم النسر التقليدي من أجل التعبير عن أن هذه الصورة تنتمي لأحد الآلهة؛ فلا يظهر غطاء الرأس الذي يحتوي على شكل النسر إلا في النقوش البارزة الموجودة في معبد الراحلة أرسينوي الثانية (شكل
6-2 ). (5) إيزيس
كما أشرنا، فإن جدة كليوباترا السابعة الكبرى، كليوباترا الثالثة، كانت تعتقد أنها تجسيد حي للإلهة إيزيس (أشتون 2003أ: 118-119). كانت هذه هي المرحلة الثانية في تطور إضفاء صفة الألوهية على نساء أسرة البطالمة الحاكمة. وكما أشرنا، فقد أدت جدية اعتقاد كليوباترا الثالثة أنها واحدة من الآلهة إلى تخصيص عدد من الشعائر لعبادتها وحدها. كانت هذه السيدة ذات نفوذ، حتى إنها كانت تظهر أمام ابنها على جدران بيت الولادة في دير المدينة (شكل
4-8 )، وهي سيدة لم تظهر فحسب بملامح ذكورية في صورها، وإنما كانت تؤدي الأدوار التي كانت حكرا من قبل على الرجال فقط، مثل دور كاهن عقيدة الإسكندر والبطالمة. ارتبطت نساء الأسرة الحاكمة منذ وقت طويل بصفات حتحور التي تميز دور الملكة، وارتبطت والدة الملك بطبيعة الحال بالإلهة إيزيس، والدة حورس، الذي كان الملك الحالي تجسيدا له على الأرض. وكان تصريح كليوباترا الثالثة بأنها هي إيزيس مختلفا قليلا عن الارتباط السائد، وفي حالة كليوباترا السابعة كانت فكرة «إيزيس الجديدة» تشير إلى سلطات خاصة وإعادة إحياء إحدى الآلهة التقليدية. استمر مفهوم الإله «الجديد» (بالإغريقية نيوس أو نيا) طوال فترة الحكم الإمبراطوري الروماني؛ فقد كان بطليموس الثاني عشر، والد كليوباترا، يرى نفسه ديونيسوس الجديد، وربما كان اعتقاد كليوباترا في كونها إيزيس متأثرا بعقيدة والدها.
تكمن المشكلة في تحديد تماثيل كليوباترا التي تجسدها في صورة إيزيس الجديدة في العثور على أحد الملامح التي تميزها عن التماثيل الكثيرة المعتادة لهذه الإلهة. في وصف بلوتارخ لعطايا الإسكندرية (حدث له أهمية عالمية تحدث عنه أكثر في الصفحات 158-161)، يقال إن كليوباترا كانت ترتدي الثوب المقدس لإيزيس وكانت تحمل لقب إيزيس الجديدة («حياة أنطونيو» 54. 5-9؛ جونز 2006: 116). لا يوجد شكل معروف لثوب إيزيس، وربما يشير هذا الوصف إلى تاج معين أو غطاء رأس وليس إلى ثوب؛ ففي تلك الفترة كانت إيزيس ترتدي عادة ثوبا ضيقا يمكن رؤيته في تماثيل النساء بوجه عام. لم يدخل الشال المربوط المشار إليه عادة باسم «عقدة إيزيس» على صور هذه الإلهة إلا في نهاية القرن الأول الميلادي (بيانشي 1980؛ أشتون 2000؛ 2004د: 56). أما ارتداء كليوباترا ملابس تشبه ملابس إيزيس في هذه المناسبة فيشير إلى أن هذه العطايا كانت احتفالية أكثر من كونها حدثا سياسيا وحسب.
إنه من حظنا السعيد أن إحدى صور كليوباترا في شكل إيزيس من معبد إيزيس في الإسكندرية قد ظلت باقية حتى عصرنا الحالي (شكل
Shafi da ba'a sani ba