Littafin Masu Karamin Karfi
كتاب المساكين
Nau'ikan
ويعشق الرجل الهرم عشقا فاسدا يستوقد ضلوعه، فلا يرضى أن يقول مرة واحدة، ولا أن يقول عنه أحد إنه أحب بعد زمن الحب، مع أن الفتى رجل يبنى، والهرم رجل يهدم؟
ولو لم يضرب الله على بصره لعلم مما تشرع الطبيعة أن أحق الناس بالخيبة رجلان؛ رجل وجد قبل زمنه فلا يحسن أن ينفع أو ينتفع، ورجل أتى بعد زمنه فلا يحسن أن ينتفع أو ينفع!
متى كان الرجل حقوقا فقط، وكانت المرأة واجبات لا غير، فقد خلا الرجل من العقل وخلت المرأة من القلب، وخلا الاثنان من هذا المعنى الروحي الذي يسمى الحب؛ فإن لم يستطع ذلك العاشق الهرم أن يسترد لنفسه الصبى الذاهب حتى تحبه تلك الحسناء طائعة، فليسترجع لتاريخ الأرض وحشيته الأولى حتى تلوذ به تلك المرأة كارهة!
ويل للإنسان من هوى نفسه، فلولا هذه الحماقة فيه لما وجد على الأرض خطأ؛ لأن كل إنسان حين يخطئ فإنما يريد حقيقة من الحقائق، غير أنه يجعل مركزها في رأسه ولا يعتبرها إلا من هناك، مع أن مركزها في العالم.
شهر النحل
قال «الشيخ علي»: كل خطب عظم مدة هان بعدها، إلا خطب المرأة فإنه متى عظم لا يزال يعظم، وما رأيت في أصناف البلاء كالمرأة السليطة إذا هي استكلبت،
50
فكأنما جعل الدهر الجائر أيامها خطا من خطوط مداره، واتخذ من دار زوجها متحفا، ثم أودعه تلك المجموعة من آثاره. ويا رحمة لهذا الزوج! فهو كلما خرج من بيته خرج خزيان يتنقب، وكلما انقلب إليه انقلب خائفا يترقب، ولا تزال تعرف في عينه نظرة مغلوبة وأخرى مسلوبة، وفي قلبه مصيبة مستقرة وثانية مجلوبة، وترى على وجهه سمة استخذاء
51
كأنها مسحة استهزاء، ولروحه ظلا على فمه كأنه ظل النخوة الهاربة من دمه؛ ولا يزال مع امرأته المكابرة كأنها ذنب وكأنه ندامة، وقد جمعت عليه الدنيا والآخرة، فكأنه من خوفها في موت ومن لسانها في «قيامه».
Shafi da ba'a sani ba