============================================================
وانما هى أكلة وميتة . وإنما لك بياض نهارك أو سواد ليلك . ومن يتكفل لعاقل بالحياة إلى قابل . وإذا نزل الغيث فاملا جبك ؛، وموتك شبعانا خير (86 ب] من موتك جائعا . فهل نفعت فلانا تصيحته وأغنته أمانته؛ وقولهم للواعظ إذا وعظ : إذا دخلت أنت الجنة فاغلق الباب وراءك، والق الناس على الصراط خير من أن تلقاهم بالسماط . فى كثير من مثل هذا الكلام من كلام السفلة والرعاع وأشباه الأنعام . وهذا باب لو تقصينا ما يدخله على الشرح والتمام لطال فيه القول واتسع له اللفظ والكلام، ولكنا شر حناه بالمجمل من القول الذى يتفرع عند التحصيل ويلتج الفوائد عند طلب التأويل، فأما ماذكرناه من قول رسول الله صلع من أن كل امرى، راع مستول عن رعيته (1) ، كالعامل فى رعيته ، والرجل فى أهله ، والمرأة فى بيت زوجها، والعبد فى مال سيده، فهو كما قال الرسول صلى الله عليه يجب على كل هؤلاء تأدية الامانة فيما اتتمن عليه، وأن يبدأ فى ذلك كما ذكرنا بنفسه ، فقد قال الله تع : *وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، (2) فلم يأمره عزوجل بأمر أهله بها إلا مع أمره هو ياقامتها، وهذا مما ذكرناه من البده بصلاح الانفس . وقال جل ثناؤه : "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ، فقيل يارسول الله [177] قد علينا أننا نقى أنفسنا النار بأعمالنا الصالحات فكيف فقى منها أهالينا؟
فقال : تعليونهم أعمالكم الصالحة وتأخذوبهم بها فتقوهم النار إذا عملو ابما أموكم بها . وقال صلع : إن الرجل الصالح ليعلم به أهله الخير حتى يدخلهم الجنة فلا يفقد من كان فى بييته فى الدنيا معه إلا هرة ييته . وقال : لا يزال الرجل الصالح يأخذ أهله وجيرته بالأدب الصالح ويعمل به حتى يدخلهم الجنة معه، ولا يزال الرجل السوء يعمل السوء ويعليه أهله وجيرته حتى يدخل النار ويدخلهم فيها معه . ويروى عن بعض الصالحين أنه احتاج الى ثمن أمة (1) جاء فى ص 131 س 16 (كلكم أميد مستول عن رعيتك) (2) سورة طه 122/20
Shafi 137