============================================================
و حسن سيرهم وأخلاقهم وجزالتهم شيثا يرى هو أو غيره أن ذلك الإمام قصر فيه أو آخله ، فإن لكل زمان تدبيرا ، ولكل قوم سياسة ، والاتمة صلوات الله عليهم أعلم بمصالح الخلق، وأبصر بواجب الحق، ولكن يذكر ماكان يذكر من شرف آبائه وفضلهم ومناقبهم مما ينبغى آن يكون مدحا له، ولا بأس بذكره، وإن سأل عن ذلك واستخبر من حضره عنه أدى الخبر اليه بحسيه غير مطر لذلك ولا معظم له ولا منتقص، ولكن يذكر ذلك على جواب ما سثل عنه ، فإن كان الأمن فى الوقت على خلافه قال : الإمام أعلم بمصالح العباد ، وتدبير الأمور فى كل عصر وزمان . أو نحو هذا من 1 الكلام مما لا ترى فيه أنه توهم على إمامه تقصيرا عن ذلك أو تظما فيه، ولا يقطع القول فى ذلك بأنه ينبغى أن يكون ذلك فى وقته أو لاينبغى، ولا أن ماكان من ذلك كان يجب أو لا يحب ، ولكن حسبه إذا سأله الإمام عن ذلك الجواب أجاب عنه على ما ذكرناه ، وان سأله غيره عن ذلك بحضرة الإمام أمسك عن الجواب فيه وسكت عنه ، إلا أن يأنن له الإمام فيه ، أو يسأله عنه، فإن جرى فى المجلس من الكلام ما تبسم أو يفتر ضاحكا عنده الإمام فإنه لا يلبنى لأحد من جلسائه والقائمين بين يديه أن يضحكوا لذلك ولكن ينبغى لهم أن يطرقوا بأبصارهم مبتسمين، ويظهروا الوقار والسكينة، ويعظموا مجلس الإمام من الصحك فيه، فليس ذلك فيه إلا له عليه السلام .
وان خاطب أحدا منهم أو من غيرهم سرا، فينبغى لمن قرب منه أن يباعد عنه، ولميعهم ألا يصغوا إليه ولا يلتفتوا نحوه ، حتى يقضى نجواه، ولا يلبنى لهم أن يتناجوا فى مجلسه، ولا أن يتحدثوا بينهم حديثا دونه ، وينبنى أن يكون هميع ما يجرى في جلسه منه ومن جلسائه سرا لديهم وأمانة عندهم، فقد جاء [67 ب] فى الحديث : أن المجالس أمانات وإن لم توتمن من فيها . ولكن ينيغى أن يذكر ذلك وينشر ما كان فيه من حسن أحدوثة الإمام يوصف بها ، أو مكرمة يحب نشرها، ويذكر فرها، وإن كان ذلك من المباح دون المحظور،
Shafi 114