============================================================
10 قدم إليه بكتاب ومكرمة من استعمله بعد انقطاع ذلك عنه مدة طويلة، (لسكون بعض من كان قام على ذلك الذى استعمله ، فحال فيما بين هذا العامل ويينه] (1) ثم تلطف هذا الرسول وتلطف له فى الوصول إليه، فلما بلغه قدومه وأنه قرب منه تأهب له وأحضر مجلسه وجوه رجاله وأظهر زيه وعدته، وأذن للرسول فدخل إليه وسلم، ثم افتح كلاما وجيزا بليغا قد كان ألف وعمل له فحفظه ، فليا فرغ منه تهيبه ذلك الامير ومن حضر عجلسه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال كيف خلفت أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ، والخاص والعام فيما قبله ؟ فلم يدر ما يقول غير ماجرت به عادته الخسيسة فقال له : بخيرجملك الله بخير . فما تمالك ذلاك الامير ومن حوله عن الضحك ثم خاطيه فجاء بمثل [62ب] هذا من الكلام، واقتحمته العيونوازدراه من سمعه ممن حضر . فيلبغى لمن خاطب الاثمة صلوات الله عليهم أو تكلم بين أيديهم ألا يتكلف كلاما لم تجربه عادته، وكذلك لا ينبغى للعاقل أن يستعمل مثل ذلك فى شىء من كلامه ومخاطباته ، فإن أقل ما بخاف من ذلك ما ذكرناه من هذا الجاهل المتعاطى، مع ماينبغى لمن خاطب الائمة صلوات الله عليهم من تعظيمهم [واجلالهم ومقاماتهم عن الإنبساط فيها والتعمق فيها]21) والتنطع والنشدق فى الكلام بها واستشعار الهيبة لهم ، والحصر فى الكلام عندهم أزين من ذلك وأشبه بمن تكلم لديهم ، ولا بأس بذلك من كان فى شعر أو خبر يحكى فيه كلام متقدم بلفظه إذا كان الإمام قد أذن للملشد والمتكلم فى ذلك، فإنه لا يتبغى أن يحيله ولا يلحنه . وكذلك إن قرأ كتابا بين يديه أو كتب به إليه فإن الاغراب فى ذلك . والبلاغة مالم تخرج من المعروف إلى وحشى الكلام وغريب الالفاظ أحسن ، فإن كان فى الكتاب من الغريب مايستعمل كثيرا ويعرف فلا [123] بأس به، وقصد المعروف من كلام العرب غير المجهول فى لغتها المدخول (1) مكذا فى الآصل . والجملة ظاهرة الاضطراب .
(2) مكدا في الآصل :
Shafi 109