114

Littafin Da Ya Kunshi Tambayoyi

كتاب فيه مسائل عن القاسم بن إبراهيم(ع)

Nau'ikan

وسألت: عن قول الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنه فكاتبوهم إن علمتم فيهم خير ا، فقلت: ما الخير وهم العبيد الذين يطلبون الكتابة فيكاتبون إذا علم فيهم خير والخير فهو الدين والتقوى والوفاء والإعفاء والورع والاهتداء لا ما يقول غيرنا من أنه المال ويقيسون ذلك لقول الله إن ترك خيرا الوصية وليس ذلك كذلك وإن اشتبه في اللفظ فهو مخالف في المعنى وكيف يكون ذلك هو المال، ومال العبد لسيده وهو لو علم بمال عند عبده فأخذه لكان ذلك له فكيف يبتعه نفسه بمال هو له دونه.

ألا تسمع كيف يقول: وآتوهم من مال الله الذي آتاكم من يريد من ماله الذي جعله في أيديكم لهم من الصدقات قال الله سبحانه: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل لله وابن السبيل، والرقاب فهم المكاتبون المذكرون في الصدقات المفروض لهم ثمن ما جبي من ذلك من الجبايات إلا أن لا يكون منهم تستعين في مكاتبته ولا يجد الإمام ذلك في ولايته فيصرف جزؤهم في أحق الأصناف السبعة الباقية.

فأما ما يقول العامة من أن المأمور بأن يأتوهم من مال الله من كاتب عبده فإنه يجب أن يطرح عنه جزءا مما عليه فليس ذلك بشيء، وليس على من باع شيئا ورضي المشتري بما ابتاع واشترى وضع درهم مما عليه بعد افترقا ومضى عليه وبه الشرى.

فأما من لم يؤمن وتؤمن بوايقه وشره ولم يرح رسده وخبره فلا يجوز مكاتبته ولا عتقه لأن في ذلك له راحة من الملك القاسر له عن كثير من فعال العاصين ومتى تخلصت رقبته من الرق تزايد في فعال الفاجرين، وتفرغ لمعاونة الظالمين، ومعاندة رب العالمين وكان من أعتقه ومن كاتبه معينا له على معاصيه لما أطلق من حباله وأسلس من عنانه وقد علم بفجوره وعصيانه.

Shafi 114