الأعلى سلطان عالم التدوين والتسطير، وصنف أصحاب تدبير للأجسام كلها من جميع أجناس العالم؛ وأطال في ذلك.
وقال في الباب الخامس والخمسين ومائة : اعلم أن النبوة التي هي الإخبار عن شيء سارية في كل موجود عند أهل الكشف والوجود، لكنه لا يطلق على أحد منهم اسم نبي ولا رسول، إلا على الملائكة الذين هم رسل الفقط أما غير الرسل منهم فلا يقال فيهم ملائكة وإنما يقال على أحدهم روح وذلك كالأرواح المخلوقة من أنفاس الذاكرين الله. قال: واعلم أن الله تعالى م نفسه وليا ولم يسم نفسه نبيأ مع كونه أخبرنا وسمع دعاءنا وأمرنا ونهانا وقلنا له : سمعنا وأطعنا، وليست النبوة بأمر زائد على هذا . وأطال في أمثلة الأمر والنهي.
ووقال في الباب السابع والخمسين ومائة : ينبغي للواعظ أن يراقب الله ي وعظه ويجتنب كل ما كان فيه تجرؤ على انتهاك الحرمات مما ذكر المؤرخون عن اليهود من ذكر زلات الأنبياء كداود ويوسف عليهما السلام امع كون الحق تعالى أثنى عليهم واصطفاهم؛ ثم الداهية العظمى أن يجعل اذ لك في تفسير القرآن ويقول: قال المفسرون كذا وكذا، مع كون ذلك كله أويلات فاسدة بأسانيد واهية عن قوم غضب الله عليهم وقالوا في الله تعالى اما قصه علينا في كتابه وكل واعظ ذكر نحو ذلك في مجلسه مقته اله ووملائكته لكونه ذكر لمن في قلبه مرض من العصاة حجة يحتج بها ويقول: إذا كان مثل الأنبياء وقعوا في مثل ذلك فأيش أنا؟ فعلم أن الواجب على الواعظ ذكر الله وما فيه تعظيمه وتعظيم رسله وعلماء أمته وترغيب الناس في الجنة، وتحذيرهم من النار وأهوال الموقف بين يدي الله عز وجل فيكون جلسه كله رحمه قلت: وكذلك لا ينبغي له أن يحقق المناط في نحو قوله تعالى: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) [آل عمران: 159]. ولا نحو قوله ( منكم من يرييد الدنيا ومنكم من يربيد الآخرة) [آل عمران: 152] وقوله: (ولا تزال تطلع على خاينة منهم إلا قليلا منهم) [المائدة: 13] فإن العامة إذا سمعوا مثل ذلك استهانوا بالصحابة ثم احتجوا بافعالهم والله تعالى
Shafi da ba'a sani ba