233

القرآن العظيم في قوله تعالى: (مثل الجنة القى وعد التنقوب فيها انهر من يمام غير اان وأنهر من لبنز لر يتغير طعمد وأنهر من خمر لذة للشريين وانهلر من عسلي صف) [محمد: 15]. قال: وإنما كانت برزخية لأنها لا هي محسوسة لقول ه تعالى: {متكين على شر تصفوفة) [الطور: 20] ولا روحانية كقوله تعالى: فى مقعد صدقي عند مليك مقندر) [القمر: 55] فوصف الله تعالى الجنان على احسب تفاوت عقول الناس. قال: وقد صرح المسيح عليه السلام بما أومأنا اليه من النعيم الروحاني، فقال يوما للحواريين حين أوصاهم وفرغ من وصيته : فإذا فعلتم ما أمرتكم به كنتم غدأ معي في ملكوت السماء عند ربي وربكم وترون الملائكة حول عرشه تعالى يسبحون بحمده ويقدسونه، وأنتم اهناك متلذذون بجميع اللذات من غير أكل ولا شرب. قال: وإنما صرح المسيح بذلك ولم يرمزه لأن خطابه كان مع قوم قد هذبتهم التوراة وكتب الأنبياء وكانوا متهيئين لتصورها وقبولها بخلاف نبينا محمد فإنه اتفق بعثه في قوم أميين أهل براري غير مرتاضين بعلوم ولا مقرين ببعث ولا الن شور، بل ولا عارفين بنعيم ملوك الدنيا فضلا عن نعيم ملوك الجنة فلذك اجاء أكثر أوصاف الجنان في كتابهم جثمانية تقريبا لفهم القوم وترغيبا النفوسهم. قال: ولما كانت أنهار الجنة أربعة أنهار لا غير علمنا قطعا أن التجلي العلمي لا يقع إلا في أربع صور ماء ولبن وخمر وعسل، فأنهار الماء الأصحاب العلوم التي تدخلها الآراء وأما أنهار اللبن الحليب الذي لم يتغير اطعمه لعقده أو مخضه أو تربيته فهي لأصحاب العلم بأسرار الشرع من الأئمة المجتهدين وأما أنهار الخمر فهي للأمناء من أصحاب العلوم الذوقية كعلم الخضر عليه السلام وأما أنهار العسل المصفى فهي لأهل العلم بطريق الوحي والإيمان وصفاء الإلهام.

وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع والأربعين ومائة، قال: واعلم أن أهل الجنة يعطون في الجنة التكوين، فكل ما خطر له تكوينه كونه أسرع امن لمح البصر فلا يزال أهل الجنة خلاقين دائما بإرادة الله تعالى ذلك الارتفاع الافتقار والذلة هناك، إذ الجنة ليست بمحل لذلك وإنما محله الدنيا أو النار وأطال في ذلك . قال : وفاكهة الجنة كما وصف الله تعالى لا مقطوعة

Shafi da ba'a sani ba