[(خاتمة] اولنختم الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه وعلى الجنة والنار أعاذنا الله تعالى منها بفضله وكرمه أمين ملخصا من أبواب االفتوحات المكية" مشيدا بكلام بعض مشايخنا: اعلم أن الله تعالى إذا أمر إسرافيل أن ينفخ في الصور بعثر ما في القبور ثم حشر الخلق من الناس والوحوش بعد أن أخرجت الأرض أثقالها اولم يبق في بطنها سوى عينها جيء بالعالم كله إلى الظلمة التي دون الحشر فالقوا فيها حتى لا يرى بعضهم بعضا ولا يبصرون كيفية التبديل في السماع ووالأرض حين تقع فتمد الأرض مد الأديم وتبسط حتى لا ترى فيها عوجا اولا أمتا، وسميت ساهرة لأنه لا نوم فيها إذ لا نوم لأحد بعد زوال الدنيا ثم اوضع الصراط من الأرض علوا على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب الفيكون منتهاه إلى المرج الذي هو خارج سور الجنة. قال: وأول جنة يدخلها الناس جنة النعيم وأما المأدبة فتكون في المرج وهي در مكة بيضاء نقية فيأكل امنها أهل المأدبة ثم يقوم بعضهم فيقطف من الثمار المدلاة من فروع أشجار الجنة على السور وتوضع الموازين في أرض المحشر لكل مكلف ميزان اخصه ويضرب سور الأعراف بين الجنة والنار، وقد جعله الله مكانأ لمن اعتدلت كفتا ميزانه فلم ترجح إحداهما على الأخرى، واعلم أن معنى قولنا: أن لكل مكلف ميزانا تخصه أن كل واحد يتلون له الميزان بصورة ما كان العبد عليه في دار الدنيا وهو واحد في نفسه لا موازين متعددة هكذا أطلعنا الله عليه في واقعة من الوقائع وقد خلق الله تعالى جسد الإنسان على صورة الميزان وجعل كفتيه يمينه وشماله وجعل لسانه قائمة ذاته فهو لأي جانب مال، قال تعالى: (وأقيموا الوزب بالقسط ولا تخيروا الميزان) [الرحمن: 69.
اني بالميل إلى المعاصي والوقوع فيها وقد قرن الله تعالى الساعدة بالكفة اليمين والشقاء بالكفة اليسار، فالاعتدال سبب البقاء والانحراف سبب الهلاك، قال: وموازين الآخرة كلها تدرك بحاسة البصر كموازين أهل الدنيا ولكنها ممثلة عكس الدنيا فهي كتمثل لأعمال سواء ثم إذا وضعت الموازين الوزن الأعمال جعلت فيها كتب الخلائق الحاوية لجميع أعمالهم لكن الظاهرة
Shafi da ba'a sani ba